============================================================
ثم لم يزل الجليل جل جلاله يعرض علي من الملك ما كلت الألسن عن نعته ففي كل ذلك علمت أنه بها يجربني فلم ألتفت إلى ما رأيت إجلالا لحرمته وكنت أقول يا عزيزي مرادي غير ما تعرض علي، فلما علم الله سبحانه وتعالى مني صدق الارادة والانفراد به إلى القصد إليه، فإذا بملك مديده فرفعني إليه، ثم رأيت كأني عرجت إلى السماء الخامسة فاذا بملائكة قيام في السماء الخامسة رفوسهم في عنان السماء السادسة، يقطر منهم نور تبرق منه السماوات فسلموا كلهم على بانواع اللغات فرددت عليهم السلام بكل لغة فتعجبوا من ذلك، ثم قالوا: يسا أبا يزيد تعالى حتى تسبح الله تعالى وتهلله ونعينك على ما تريد، فلم التفت إليهم، اجلالا لربي جل جلاله وعزته، فعند ذلك هاج من سري عيونا من الشوق فصار اال نوري لعظمته في نور الملائكة كالشمس يوضع فيها سراج وعرض علي من الملاثكة خلق عظيم، وأنالم ألتفت إلى شيء منها مما رآيت، وذلك لعلي إنما هو يجربني، وكنت أقول يا عزيزي مرادي غير ما تعرض علي، فلما علم الله تعالى مني صدق الإرادة في القصد إليه فإذا أنا بملك مديده فرفعني إليه، ثم رأيت كأني عرجت إلى السماء السادسة، فإذا أنا بالملائكة المشتاقين جاءوني وسلموا علي، وهم يفتخرون بشوقهم علي ففتحت لهم شيء من طيران سري، ثم لم يزل يعرض علي الجليل من الملك ما تكل الألسن عن نعته، ففي كل ذلك علمت أنه بها يجربني فلم ألتفت إليهم وكنت أقول: يا عزيزي مرادي غير ما تعرض علي: فلما علم الله تعالى مني صدق الإرادة في القصد إليه، فاذا أنا بملك مديده فرفعني ثم رأيت كأني عرجت إلى السماء السابعة، فاذا أنا بمائة ألف صف من الملائكة استقبلني كل صف مثل الثقلين ألف ألف مرة مع كل ملك لواء من نور تحت كل لواء ألف ألف ملك طول كل ملك مسيرة خمسمائة عام وعلى مقدمتهم ملك اسمه بيرابيل فسلموا على بلسانهم ولغتهم، فرددت عليهم السلام بلسانهم فتعجبوا من ذلك، فإذا بمنادي ينادي: يا أبايزيد، قف قف، فإنك قد وصلت إلى المنتهى، فلم ألتفت إلى قوله، ثم لم يزل يعرض علي من الملك ما كلت الألسن عن نعته، وفى كل ذلك لم ألتفت له ولم أقف معه، لعلمي أن الجليل جل جلاله يجربني بها، و كنت أقول يا عزيزي مرادي في غير ما تعرض علي، فلما علم الله مني صدق
Bogga 78