Qoob ka ciyaarka Hadhka Farxadeed
رقصة الظلال السعيدة
Noocyada
انفجرت ماري صائحة: «هو، إنه الرجل الذي أحرق منزله، أعرفه!» «صحيح، والآن هو يتدبر أموره جيدا بدون منزله، يعيش في حفرة في الأرض. ستشعرين بالدفء يا ماري مثل خنزير الأرض.» «من المؤكد أنه يعيش في الطين، حسنا.» قدمت العشاء لأبي وأخبرها قصة جو فيبن، والقبو المسقف، والألواح الخشبية فوق الأرضية الطينية، وذكر الويسكي والهر لكنه أغفل ذكر الفأس. كان ذلك كافيا لماري. «إن المرء الذي يقدم على شيء كهذا يجب حبسه.»
قال أبي: «ربما. أتمنى ألا يقبضوا عليه إلا بعد فترة. جو العجوز.»
قالت ماري وهي تنحني فوقي: «تناولي عشاءك.» لم أدرك لبعض الوقت أنني لم أعد أخشاها. قالت: «انظر إليها، تكاد عيناها تخرجان من محجريهما، جراء كل ما مرت به وشاهدته. هل قدم إليها الويسكي أيضا؟»
قال أبي: «ولا قطرة منه.» وظل متطلعا إلي عبر الطاولة. ومثل الأطفال في القصص الخيالية، الذين رأوا آباءهم يعقدون معاهدات مع غرباء مروعين، والذين اكتشفوا أن مخاوفهم لا ترتكز على شيء سوى الحقيقة، لكن عادوا مجددا من هروب مثير للعجب، وأمسكوا بالسكين والشوكة بتواضع وتهذيب، مستعدين للعيش بسعادة من ذلك الحين فصاعدا؛ شأني شأنهم، أشعر بالانبهار والقوة بما أحمل من الأسرار - لم أنبس ببنت شفة.
شكرا على النزهة
جلست أنا وابن خالتي جورج في مطعم يدعى «كافيه بوب»، يقع في بلدة صغيرة بالقرب من البحيرة. بدأ الظلام يخيم على المكان بالداخل، دون أن يشعلوا الإضاءة، مع ذلك كان لا يزال بوسعك قراءة اللافتات الملصقة على المرآة بين قطع مثلجات الفراولة المصفرة قليلا وشطائر الطماطم التي يقف عليها الذباب.
قرأ جورج: «لا تسأل عن معلومات، لو كنا ندري أي شيء لما مكثنا هنا.» و«إذا لم يكن لديك ما تفعله، فقد انتقيت مكانا جيدا للغاية للقيام بذلك.» لطالما قرأ جورج كل شيء بصوت مرتفع: الملصقات واللوحات الإعلانية، ولافتات كريم الحلاقة بورما شيف، «ميشن كريك، التعداد السكاني 1700، بوابة للوصول إلى بروس. نحن نحب أطفالنا.»
تساءلت: من ذاك صاحب حس الدعابة الذي كتب لنا هذه اللافتات؟ ظننت أنه الرجل الذي يجلس خلف ماكينة تسجيل النقود. أيكون هو بوب؟ كان يمضغ عود ثقاب، وينظر إلى الشارع بالخارج، لا يترقب أحدا سوى شخص تزل قدمه في صدع في الرصيف أو ينفجر إطار سيارته، أو يجعل من نفسه أضحوكة بطريقة لا يحتمل مطلقا حدوثها معه هو، بوب الذي يقبع في رسوخ خلف ماكينة تسجيل النقود، ضخم الجثة وساخر وغير مبال. بل ربما لا يكون الأمر كذلك، ربما يثبت باقي العالم سخافته عبر التجول شمالا وجنوبا، وقيادة السيارة شمالا وجنوبا وارتياد مختلف الأماكن ليس إلا؛ إذ تتبين عندها ذلك الحكم على وجوه الناس وهم ينظرون من النوافذ، أو يجلسون على السلالم الأمامية للمنازل في بعض البلدات الصغيرة، تتبدى لامبالاتهم شديدة الترسخ، كما لو كان لديهم منابع للإحباط يبقونها سرا، بقدر من الرضى.
لم يكن في المكان سوى نادلة واحدة؛ فتاة قصيرة وبدينة انحنت فوق المنضدة الطولية تخدش طلاء أظافرها. وعندما قشرت معظم أجزاء الطلاء من ظفر الإبهام وضعت إبهامها في مواجهة أسنانها وأخذت تحك الظفر للخلف وللإمام في انهماك. سألناها عن اسمها لكنها لم تجبنا. بعد دقيقتين أو ثلاث أخرجت إبهامها من فمها وقالت وهي تتفحصه: «هذا ما عليك اكتشافه، فأنا أحتفظ به لنفسي.»
قال جورج: «حسنا، هل تمانعين في مناداتك بميكي؟» «لا أبالي.»
Bog aan la aqoon