قال «نعم».
قال «فإني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك العظيم حقهما عليك وتزين أمرهما ولا تقطع أمر دونهما» ثم قال «أوصيكما به فإنه شقيقكما وابن أبيكما وقد علمتما أن أباكما كان يحبه» وقال للحسن «أوصيك أي بني بتقوى الله وإقامة الصلاة لوقتها وإيتاء الزكاة عند محلها وحسن الوضوء فإنه لا صلاة إلا بطهور وأوصيك بغفر الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجاهل والتفقه في الدين والتثبت في الأمر والتعاهد للقرآن وحسن الجوار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتناب الفواحش».
1
الفصل السابع والستون
موت الإمام ومقتل ابن ملجم
وما أتم وصيته حتى تعب من الكلام وما عهدناه يتعب من أمثاله في الوعظ والخطب ساعات متوالية. ثم أمر بتلك الوصية فكتبت ودفعت إلى الحسن ولم ينطق الإمام بعد ذلك إلا بقوله «لا إله إلا الله» حتى مات
1
فعلا الضجيج وزاد العويل والبكاء. ثم غسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وكفن بثلاثة أثواب ودفن.
أما سعيد فلما تحقق وقوع المصاب بموت علي تذكر قطاما وخبثها وقال في نفسه والله لم يقتله إلا هي ولولاها لم يقتل أمير المؤمنين.
وفيما هو يفكر في ذلك ويبكي جاء قنبر فقبض على يده وجره فسار في أثره وهو لا يدري ما يريد منه. وسار بلال في أثرهما حتى دخلوا سجن ابن ملجم وكان مغلولا هناك. فلما دخلوا عليه هم سعيد بالكلام فقال قنبر تمهل لنرى ما يقول هذا القاتل.
Bog aan la aqoon