Ninkii Aan Dhaqaaqi Karin

Hitaayrus d. 1450 AH
25

Ninkii Aan Dhaqaaqi Karin

الرجل الذي لا يمكن تحريكه

Noocyada

كانت قد ضحكت وأردفت: مبارك ورجاله من الثوار، هاهاها، إنهم مجرد مرتزقة وقطاع طرق، هم ليسوا أعداء فرنسا، هم أعداء جميع البشر، ولهم مصالح مع فرنسا تدفعهم إلى القضاء على الثوار الحقيقيين إن تطلب الأمر ذلك. أخبرتني أيضا: سأساعدك على المغادرة، زوجتك تنتظرك وقد طال غيابك عنها، وقد طلبت السيدة الفرنسية من الشيخ مبارك أن يبيعني لها، رفض في بداية الأمر، وتحجج بأنني العبد الأغلى سعرا، وأنه لن يبيعني، أذكر أنه عرض عليها عبيدا آخرين، وقد فعل ذلك فقط ليظهر لها مدى أهميتي، لم تكن لي قيمة، لكنه استعملني لرفع السعر، وقد عرضني للبيع على كل العرب، كان قد أخبرها أن العرب هم الأولى بي، وقد رفض كل الأسعار التي عرضتها، سبعون ألف فرنك لم تكن كافية، وجلس ثلاثة وعشرون شخصا يساومون علي، قال الشيخ مبارك: إن هذا العبد أشبه بآلة حديدية، وهو قد بنى كل أيامي، ولن أبيعه مقابل سبعين ألفا.

وقد كنت وسط حلقة من البشر ، أجلس على ركبتي، خافضا رأسي. تحسسني الجميع في مزايدة على السعر، قلب البعض منهم أسناني، وتحسس البعض الآخر ما تبقى من جسدي، كنت أشبه ببهيمة يودون الحصول عليها. - يبدو مسنا. - لكنه يخفي يا سيدي خلف هذا الجسد المسن، قلبا حديديا، إنه لا يتوقف عن العمل أبدا. - لن أدفع فوق خمسة وسبعين مقابله. - إذن لن أبيعك هذا العبد، أنا أفضل قتله على أن أبيعه بخمسة وسبعين.

ومكثوا لساعات يساومون على الأسعار، كنت أنتظر بتلهف أن ينطق الفرنسيون، على الأقل بأي ثمن، أن يظهروا أنهم يودون شرائي، فأنا أكره أن يشتريني العرب، على الأقل فإن الفرنسيين لم يتحسسوا جسدي، كانوا يشعرون أنني ما زلت بشرا، ربما في جزء من روحي، ولبثوا يراقبون الأسعار، وبعد مدة كره العرب أن يشتروني من مبارك، ولتعنته، كرهوا أن يشتروا منه عبدا عجوزا بسبعين ألفا، حتى ذكرت الفرنسية على لسان مترجم محلي اسمه عبد القادر: خمسة وتسعين ألفا. - لو قلت مائة ألف لقبلت بيعه لك.

نطق أحد الرجال للشيخ مبارك بينما اندهش الجميع: سيدي بعه لها، لن تجد أحدا يقدم مبلغا كهذا.

فكر الشيخ مبارك، بينما استغرب العرب أمر الشيخ. رفعت رأسي أراقبها، كانت متأكدة أنها ستشتريني، لذا لم تضف كلمة أخرى، كانت تود ذلك بشدة.

لا أدري.

وفكرت: «هل أنا بقيمة مائة ألف فرنك؟ أخلقت لهذا السعر؟»

وقام الرجل بوخز الشيخ مبارك، فقد كان يرى أن بيعي أهم بكثير من تعنته، وقال: اللعنة على هذا العبد، سيموت بعد أيام، وستخسر كل شيء، ستخسره وستخسر التسعين ألفا. بعه بهذا السعر، واشتر للرجال ذخيرة أخرى؛ القوافل تتوغل، والفرنسيون يقتربون منا، حتى الثوار أصبحوا تهديدا لنا.

كان الشيخ قد فكر بقول صاحبه مدة، ثم قال: حسنا، خذيه بخمسة وتسعين ألفا.

وأضاف المترجم: بشرط أن تتم مرافقته إلى أقرب مدينة من هنا، سيدتي ستدفع ألف فرنك لمن يرافقه إلى المدينة.

Bog aan la aqoon