... وقال في الكتاب المسمى بالمدخل للمالكية : وليحذر من هذه البدعة الأخرى ، التي يفعلها أكثرهم ، وهي أنهم يأتون بجماعة يسمونهم بالفقراء الذاكرين ، يذكرون أمام الجنازة جماعة على صوت واحد، يتصنعون في ذكرهم ، وينطقون به على طرق مختلفة ، إلى آخر ما ذكر ، وإذا تقرر كراهة رفع الصوت بالذكر مع الجنازة في مذاهب الأئمة الأربعة ، ففي نحو الذكر قدام العروس بالطريق الأولى ، وبالجملة فالذكر بالصوت الشديد في الطرقات بدعة ، لكونه غير معهود / في زمنه عليه الصلاة والسلام ، ولا في القرون 7 أالمشهود بخيريتها دلالة سند ظاهر ، ولا خفي ، ولا يجوز قياسه على التلبية والتكبير في طريق العيد لعدم شرط القياس ، على أن التلبية والتكبير لم يشرع الجهر بهما إلا لكل فرد بنفسه ، لا بهيئة الاجتماع والاتفاق في الصوت بالرفع والخفض، ومراعاة الأنغام ، والزيادة والنقص ، والتمطيط، والإبدال في الحروف، لأجل ذلك فإن ذلك كله حرام في الذكر ، كما يحرم في قراءة القرآن .
فصل :
Bogga 17