Rahmaan iyo Shaydaan
الرحمن والشيطان: الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية
Noocyada
وفي هذا دلالة على أن العالم لن يفنى عقب يوم القيامة، وإنما يتم تجديده بعد الدمار الشامل الذي حل به. ويدعم هذا التفسير الذي نتقدم به هنا الآيات الكريمة التي تتحدث عن «الخلق الجديد». ففي بعض هذه الآيات يرد تعبير «الخلق الجديد» للدلالة على إعادة خلق الموتى وبعثهم، وذلك كقوله تعالى:
إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط (يونس: 4). وكقوله:
وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد (الرعد: 5). ولكن تعبير الخلق الجديد يرد في مواضع أخرى للدلالة على إعادة خلق العالم. وذلك كقوله:
قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير (العنكبوت: 20).
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده (الأنبياء: 104).
أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم (يس: 81). من هنا، فإن الجنة والنار اللتين لم يحدد النص صراحة مكانهما وموضعها، قد تكونان في هذه الأرض الجديدة، خصوصا وأن بعض الآيات تنص صراحة على أن المؤمنين يرثون الأرض في اليوم الآخر:
وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء (الزمر: 74).
كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين * ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون (الأنبياء: 104-105).
أي إن الله يخلق بعد تدمير السماء والأرض سماء جديدة وأرضا جديدة، تدخلان في السرمدية مع المؤمنين، الذين يسقيهم ربهم شرابا طهورا، هو شراب الخلود في عالم انتفت منه التناقضات والتعارضات، بعد أن توقف التاريخ وصب تيار الزمن في الأبدية. (3-5) في الحديث الشريف
لقد التزمنا فيما سبق من هذا الفصل نص القرآن الكريم، من دون الأحاديث النبوية الشريفة،
Bog aan la aqoon