Safarada Hawada: Taariikh Kooban
رحلات الفضاء: تاريخ موجز
Noocyada
على الرغم من أن محطة الفضاء الدولية كانت ناجحة من الناحية التقنية، إلا أن التكاليف كانت ضخمة وكانت عملية الوصول إليها تعاني من الهدر والتأخير. ويقدر مشروع المحطة بالكامل حتى الآن بحوالي 150 مليار دولار، وهو حجم الإنفاق بناء على السعر المعدل حسب التضخم لبرنامج «أبولو» (الذي بلغت تكلفته 25 مليار دولار في الستينيات). تم إنفاق ما يقرب من ثلاثة أرباع ذلك من قبل الولايات المتحدة، خاصة عندما يتم تضمين عمليات إطلاق المكوك إلى المحطة بسعر يتجاوز مليار دولار لكل عملية إطلاق (وهذه التكلفة كبيرة جدا بالوضع في الاعتبار أن السبب الأساسي لبناء المكوك هو جعل رحلات الفضاء أرخص).
هل محطة الفضاء الدولية تستحق هذه التكلفة الضخمة؟ لم يمر وقت كاف لإصدار حكم كامل، ولكن هناك بعض الإيجابيات والسلبيات الواضحة. كتمرين على تطوير مشروع فضاء متعدد الجنسيات يمكن أن يكون نموذجا لرحلات أعمق في النظام الشمسي، كانت محطة الفضاء الدولية ناجحة للغاية. وكوسيلة لفهم التأثيرات الفسيولوجية لرحلات الفضاء الطويلة الأمد اللازمة للسفر إلى القمر أو المريخ، فقد كانت قيمة جدا، على الرغم من أن الشركاء لو بنوا محطة أصغر مخصصة لهذا الغرض، ربما مع طاقم يتكون من ثلاثة رواد فضاء بدلا من ستة، كانت التكلفة ستكون أقل بكثير. كمنصة علمية، تستضيف محطة الفضاء الدولية المكتملة مجموعة متنوعة للغاية من التجارب في الطب ومعالجة المواد المنعدمة الجاذبية ومراقبة الأرض وحتى فيزياء الجسيمات (تم إرفاق مطياف ألفا المغناطيسي بقيمة ملياري دولار إلى المحطة للبحث عن المادة المظلمة، ولكن ليس له أي علاقة برواد الفضاء في الداخل). ومع ذلك، إذا كان العلم هو الأساس المنطقي الوحيد لمحطة الفضاء الدولية، فإن النتائج تعتبر ضئيلة للغاية والتكاليف باهظة للغاية لتبرير بنائها.
كما هو الحال دائما مع رحلات الفضاء المأهولة، فإن محطة الفضاء الدولية تتعلق بالسياسة العالمية والمحلية أكثر من العلم. وبينما تركت رواد الفضاء الأمريكيين عالقين في المدار الأرضي المنخفض؛ لأن وكالة ناسا لم تكن لديها ميزانية للقيام بأي شيء آخر، فقد حافظت على إمكانيات الوكالة وبنيتها التحتية بعد نهاية سباق الفضاء وساعدت في تأكيد مكانة أمريكا بوصفها القوة الفضائية العظمى. وقد كانت بمثابة شريان الحياة للإبقاء على البرنامج الروسي، مما عزز ادعاء روسيا بأنها لا تزال دولة كبرى، وكانت بمثابة آلية لأوروبا وكندا واليابان لبناء قدرات الفضاء المأهول والخبرة دون الحاجة إلى تطوير أنظمة خاصة بهم لإطلاق واستعادة طواقمهم.
أما بالنسبة إلى برنامج المكوك، فقد انتهى أخيرا في منتصف عام 2011، بعد القيام ب 135 مهمة، بمجرد تسليم آخر المكونات الرئيسية الأمريكية والأوروبية واليابانية، بالإضافة إلى قطع الغيار الاستراتيجية. وبالنسبة إلى جزء كبير من الجمهور الأمريكي، كانت نهاية المكوك تعني نهاية وكالة ناسا والأمريكيين في الفضاء؛ إذ كان برنامج المكوك هو ناسا من وجهة نظرهم. وبالنسبة إلى الأغلبية، كانت، ولا تزال، البعثات التي ترسل إلى محطة الفضاء الدولية غير ذات أهمية، خاصة عندما يتم إطلاقها على الصواريخ الروسية. ومع ذلك، يستمر تشغيل المحطة حتى يومنا هذا، ومن المقرر أن يستمر حتى عام 2024 على الأقل - وهو العمر الحالي الذي وعد الشركاء الرئيسيون بدعمه.
فاعلون جدد وبرامج جديدة
في الوقت الذي كافحت فيه وكالات الفضاء الكبرى من أجل استكمال محطة الفضاء الدولية، بدأت العديد من المبادرات الجديدة في رحلات الفضاء المأهولة تتشكل بعد عام 2000؛ في الصين، وفي السياحة الفضائية الخاصة، وفي مركبات رحلات الفضاء المأهولة التي تمولها وكالة ناسا، وفي شركات الفضاء الأمريكية التي نشأت لتحدي الشركات الصناعية العسكرية من الصواريخ وسباقات الفضاء. وبحلول أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدا أن عصرا جديدا يبزغ في رحلات الفضاء المأهولة، ولم تكن النتائج واضحة بأي حال من الأحوال.
ثمة شيء واحد أصبح واضحا للغاية؛ تصميم جمهورية الصين الشعبية على أن تصبح قوة فضائية كبرى في جميع نواحي رحلات الفضاء. وأدى صعود يانج ليوي على متن «شنتشو 5» (كلمة «شنتشو» تعني بالعربية «السفينة المقدسة») في 15 أكتوبر 2003 إلى الفضاء، إلى جعل الصين الدولة الثالثة التي تطلق رائد فضاء في الفضاء بواسطة مركبة الإطلاق الخاصة بها وعلى متن مركبة فضائية خاصة بها أيضا. كانت أهداف البرنامج 921، كما أطلق عليه بيروقراطيا، هي بناء محطة فضائية من أجل تقوية ادعاء الصين بأنها قوة عالمية من خلال الإشارة إلى قدرتها الوطنية العلمية والتكنولوجية (ولا تزال كذلك). ولم يكن تعزيز النعرة القومية والولاء الجماهيري لقيادة الحزب جزءا من الأهداف الأصلية للبرنامج، بل كانا مكافآت للمهام الناجحة التي قام بها.
9
بدأ برنامج 921 في عام 1992، بعد محاولة سابقة لأوانها لبدء مشروع رحلات فضائية مأهولة في السبعينيات من القرن العشرين. ونتج المشروع الجديد عن جهود الإصلاح التي بذلها الزعيم دنج شياو بينج لجعل الأمة واقتصادها منافسين للغرب، ولقد كان البرنامج وما زال يدار من قبل الجيش، ولكن على غرار غيره من البرامج السوفييتية، بالتكافل مع الوكالات المدنية؛ إذ لا توجد أسباب داخلية أو خارجية للتمييز بوضوح بين الجهود الفضائية المدنية والعسكرية. انتهز مديرو البرنامج الفرصة التي أوجدها انهيار الاتحاد السوفييتي (حدث صدم القيادة الشيوعية الصينية وأكد الحاجة إلى الإصلاح) من خلال ترخيص بعض تقنيات الفضاء الروسية؛ حيث تبدو المركبة الفضائية «شنتشو» إلى حد كبير شبيهة بالمركبة الفضائية «سويوز»، ولكنها أكبر حجما ومحسنة. تحتوي وحدة إعادة الدخول أيضا على طاقم مكون من ثلاثة أفراد، ولكن في مكان أكثر اتساعا، ووضعت محل الوحدة المدارية (مقر المعيشة والتجربة الإضافي) وحدة صينية بألواح وأنظمة شمسية تسمح لها بالتحليق بشكل مستقل.
كان إيقاع هذا البرنامج منضبطا للغاية. بدأت بعثات «شنتشو» في نوفمبر 1999 بأول رحلة تجريبية دون طيار، تلتها ثلاث رحلات أخرى حتى عام 2002. وبعد رحلة يانج المدارية التي استغرقت يوما واحدا، لم تنطلق الرحلة التالية إلا بعد عامين، وضمت رائدي فضاء، وتلتها فترة توقف بلغت ثلاثة أعوام قبل أن تنطلق «شنتشو 7» مع ثلاثة من أفراد الطاقم، اثنان منهم قاما بالسير في الفضاء. (كانت بدلاتهما الفضائية أيضا مبنية على تصميمات روسية.) لقد سارت الصين على خطى الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي التي اتخذوها في الفترة من 1961 إلى 1965، ولكنها فعلت ذلك دون التعجل أو البعثات المتعددة لذلك السباق. مرت ثلاث سنوات أخرى قبل أن ترسو مركبة «شنتشو 8» غير المأهولة مع المحطة المدارية الصغيرة «تيانجونج-1» (التي تعني بالعربية «القصر السماوي 1») وتبعها طاقم قام بنفس الشيء بعد ذلك بعام، وكان أحد أفراده أول امرأة صينية تصعد إلى الفضاء. وكانت أحدث بعثة صينية، حتى كتابة هذه السطور، بعثة استمرت لمدة ثلاثة وثلاثين يوما في خريف 2016 وضمت طاقما مكونا من ثلاثة رواد فضاء على متن «تيانجونج-2».
Bog aan la aqoon