16

Rafc Shubha

رفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر

Baare

أسعد محمد المغربي

Daabacaha

دار حراء-مكة المكرمة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٠هـ

Goobta Daabacaadda

السعودية

إِنَّمَا حج مُوسَى لكَونه كَانَ قد تَابَ من الذَّنب الصُّورِي واستسلم للمصيبة الَّتِي لحقت الذُّرِّيَّة بِسَبَب أكله الْمُقدر عَلَيْهِ فَالْحَدِيث تضمن التَّسْلِيم للقدر عِنْد وُقُوع المصائب وَعدم لوم المذنب التائب وَأَن الْمُؤمن مَأْمُور أَن يرجع إِلَى الْقدر عِنْد المصائب لَا عِنْد الذُّنُوب والمعايب فيصبر على المصائب ويستغفر من الذُّنُوب كَمَا قَالَ تَعَالَى فاصبر إِن الله حق واستغفر لذنبك وَقَالَ تَعَالَى ﴿مَا أصَاب من مُصِيبَة إِلَّا بِإِذن الله وَمن يُؤمن بِاللَّه يهد قلبه﴾ قَالَت طَائِفَة من السّلف كأبن مَسْعُود هُوَ الرجل تصيبه الْمُصِيبَة فَيعلم أَنَّهَا من عِنْد الله فيرضى وَيسلم وَقَالَ غير وَاحِد من السّلف لَا يبلغ العَبْد حَقِيقَة الْإِيمَان حَتَّى يعلم أَن مَا أَصَابَهُ لم يكن ليخطئه وَمَا أخطأه لم يكن ليصيبه فالإيمان بِالْقدرِ وَالرِّضَا بِمَا قدره الله من المصائب وَالتَّسْلِيم لذَلِك هُوَ من حَقِيقَة الْإِيمَان وَأما الذُّنُوب فَلَيْسَ لأحد أَن يحْتَج على فعلهَا بِقدر الله بل عَلَيْهِ أَن لَا يَفْعَلهَا وَإِذا فعلهَا فَعَلَيهِ أَن يَتُوب مِنْهَا كَمَا فعل آدم ﵇ قَالَ بعض السّلف اثْنَان أذنبا آدم وإبليس فآدم تَابَ فَتَابَ الله عَلَيْهِ واجتباه وإبليس أصر على مَعْصِيَته وأحتج بِالْقدرِ فلعن وطرد فَمن تَابَ من ذَنبه أشبه بِآدَم وَمن أصر وأحتج بِالْقدرِ أشبه إِبْلِيس وَمن تَابَ لَا يحسن لومه على ذَنبه الَّذِي صدر مِنْهُ وَكَيف يلام على سيئات كلهَا حَسَنَات لقَوْله تَعَالَى ﴿فَأُولَئِك يُبدل الله سيئاتهم حَسَنَات﴾ وَمن لم يتب يلام وَلَا يحسن مِنْهُ أَن يحْتَج على

1 / 30