الإدراك بمعنى الإحاطة، ومنه قوله تعالى: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ﴾ (١) و(٢) معناه: لا تحيط بحقيقته الأبصار.
والغايات (٣): جمع غاية، وغاية الشيء حده وطرفه الذي ينتهي إليه ويقف (٤) عنده، والضمير في قوله: لا تدركه الغايات عائد على الإجلال في المعنى وهو الرابط بين الصلة والموصول.
فقوله (٥): (لا تدركه الغايات) تقديره على تفسير الإدراك باللحوق والوصول: جلاله (٦) لا تلحقه ولا تصل إليه الغايات، وتقديره على تفسير الإدراك بالإحاطة: جلاله لا تحيط به الغايات (٧).
وقوله (٨): (لا تدركه الغايات) أي (٩): ليس [لجلاله تعالى حد] (١٠) فيلحق أو يحاط به، فإسناد الإدراك إلى الغايات مجاز في الإسناد، من إسناد المسبب إلى السبب (١١)؛ لأن الغاية هي سبب الإدراك، فإذا انتفت الغاية انتفى