47

Rafc Malam

رفع الملام عن الأئمة الأعلام - ط العصرية

Noocyada

قَالُوا: فَعَائِشَةُ ﵂ ذَكَرَتِ الْوَعِيدَ لِأَنَّهَا كَانَتْ عَالِمَةً بِهِ، وَنَحْنُ نَعْمَلُ بِخَبَرِهَا فِي التَّحْرِيمِ وَإِنْ كُنَّا لَا نَقُولُ بِهَذَا الْوَعِيدِ، لِأَنَّ الْحَدِيثَ إنَّمَا ثَبَتَ عِنْدَنَا بِخَبَرِ وَاحِدٍ. وَحُجَّةُ هَؤُلَاءِ أَنَّ الْوَعِيدَ مِنْ الْأُمُورِ الْعِلْمِيَّةِ؛ فَلَا يَثْبُتُ إلَّا بِمَا يُفِيدُ الْعِلْمَ. وَأَيْضًا فَإِنَّ الْفِعْلَ إذَا كَانَ مُجْتَهِدًا فِي حُكْمِهِ لَمْ يَلْحَقْ فَاعِلَهُ الْوَعِيدُ.

= قالت: حججت أنا وأم محبة. وفي رواية: خرجت أنا وأم محبة، فدخلنا على عائشة ﵂، فسلمنا عليها. فقالت: من أنتن؟ قلنا: من أهل الكوفة. قالت: فكأنها أعرضت عنها. فقالت أم محبة: يا أم المؤمنين كانت لي جارة وإني بعتها من زيد بن أرقم الأنصاري بثمانمائة درهم إلى عطائه، وإنه أراد بيعها، فابتعتها منه بستمائة درهم نقدًا. فقالت لها عائشة ﵂: بئسما اشتريت وبئسما شريت، أخبري زيدًا أن جهاده مع رسول الله ﷺ قد بطل إلا أن يتوب. قال الشيخ شمس الحق العظيم أبادي في تعليقه على "سنن الدارقطني": وأخرجه البيهقي وعبد الرزاق أيضًا. وأم مُحِبة -بضم الميم وكسر الحاء المهملة، كذا ضبطه الدارقطني في كتاب "المؤتلف والمختلف" وقال: إنها امرأة تروي عن عائشة ﵂، روى حديثها أبو إسحاق السبيعي عن امرأته العالية، ورواه أيضًا يونس بن إسحاق عن أم العالية بنت أنفع، عن أم محبة عن عائشة ﵂، وقال: أم محبة والعالية مجهولتان لا يحتج بهما. وأخرجه أحمد في "مسنده" حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق السبيعي عن امرأته. قال في "التنقيح" إسناده جيد، وإن كان الشافعي لا يثبت مثله عن عائشة، وكذلك الدارقطني قال في العالية: هي مجهولة لا يحتج بها، وفيه نظر. فقد خالفه غيره، ولولا أن عند أم المؤمنين علمًا من رسول الله ﷺ أن هذا حرام، لم تستجز أن تقوله. وقال ابن الجوزي: قالوا: العالية مجهولة لا يحتج بها، ولا يقبل خبرها، قلنا: بل هي امرأة معروفة جليلة القدر، ذكرها ابن سعد في "الطبقات" فقال: العالية بنت أنفع بن شراحيل امرأة أبي إسحاق السبيعي سمعت من عائشة.

1 / 49