المسألة الأولى (في أنه عدل حكيم)
قضينا بأن الله عدل وأنه .... حكيم ببرهان له مطلع الفجر
وذاك بأن الله بالقبح عالم(1) .... وعنه غني دائما(2) أبد الدهر
مذهبنا: أن الله عدل حكيم ليس في أفعاله ما هو قبيح ولا ظلم ولا سفه ولا عبث ولا شيء من القبائح.
وحكى الإمام يحيى بن حمزة والمهدي عليهما السلام: أنه لا خلاف بين الأمة في أنه يوصف الباري تعالى بأنه عدل حكيم.
قال الإمام المهدي عليه السلام: لكن اختلفوا في معنى وصفه بذلك.
فالعدلية: يفسرونه بما تقدم من أنه لا يفعل القبيح...إلخ.
أما المجبرة: فإنما يريدون أن أفعاله لا توصف بالقبح لأن القبيح إنما يقبح للنهي أو لكون فاعله مملوكا، والباري ليس كذلك بل له أن يتصرف في ملكه كيف يشأ، والدليل على مذهب العدلية ما أشار إليه الناظم رحمه الله أنه تعالى عالم بقبح القبيح وغني عن فعله وعالم باستغنائه عنه وكل من كان بهذه الأوصاف فإنه لا يفعل القبيح ولا يختاره ولا يرضاه.
Bogga 27