خاتمة لا يستنكر ما وقع بين هؤلاء الأعيان من الخصام والترافع فإن هذه المطالب الدنيوية لا تدخل بين اثنين،ولا تكون مطلبا لأحد إلا غيرت الآداب وأثارت من الوحشة بينهما، وفتحت الشجار كل باب،ولأمر ما قال الله تعالى: { ولا يسألكم أموالكم { 36 } إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم { 37 } }(¬1)فإنه لم يأت في آية إخراج الأضغان وهي الأحقاد إلا عند فرض سؤال الله إياهم الأموال، والغرض أن السائل هو رب العالمين،وقال تعالى: { وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض }(¬2)سواء كان من كلام الله أومن كلام داود وأقره الله واستثنى الذين آمنوا وأخبر بقلتهم،وناهيك بما وقع معه صلى الله عليه وآله وسلم من العباد كقولهم له:"اتق الله واعدل"وقولهم:"هذه قسمة ما أريد بها وجه الله" وقول القائل:"إنكم يا بني عبد المطلب، قوم مطل" وقول القائل:"أن كان بن عمتك" وقول الأنصاري:"يعطي قريشا وسيوفنا تقطر من دمائهم"(¬3)واحتاج صلى الله عليه وآله وسلم أن يترضاهم .
Bogga 62