117

Qaadista Astaarta

رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار

Baare

محمد ناصر الدين الألباني

Daabacaha

المكتب الإسلامي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1405 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

ثم استدل على ذلك المدعى بأحاديث الشفاعة الثابتة في (الصحيحين) وغيرها وفيها (أن الله يقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط) قال: فهذا يدل على إخراج قوم لم يكن في قلوبهم خير قط كما يدل له السياق فإن لفظ الحديث هكذا: (أخرجوا من في قلبه مثقال ذرة من خير فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها خيرا فيقول الله: شفعت الملائكة وشفعت النبيون وشفعت المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة ...) الحديث (١٢٩) قال: (فهذا السياق يدل على أن هؤلاء لم يكن في قلوبهم مثقال ذرة من خير ومع هذا فأخرجتهم الرحمة)

(١٢٩) وتمامه: (من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما ...) الحديث وهو من رواية أبي سعيد الخدري. وأخرجه أحمد أيضا (٣ / ٩٤) والحاكم (٤ / ٥٨٣) وصححه ووافقه الذهبي وهو عنده مطول جدا. وفي طريق أخرى: (قال: ثم يتحنن الله برحمته على من فيها فما يترك فيها عبدا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها) . أخرجه أحمد أيضا (٣ / ١١ - ١٢) وصححه الحاكم (٤ / ٥٨٤ - ٥٨٦) على شرط مسلم وسكت عنه الذهبي ويشهد للحديث ما جاء في آخر حديث ابن مسعود الطويل في الشفاعة في (المستدرك) (٤ / ٦٠٠): (ثم قرأ عبد الله ﴿ما سلككم في سقر﴾ وقال بيده فعقده فقالوا: ﴿لم نك من المصلين. ولم نك تطعم المسكين. وكنا نخوض مع الخائضين. وكنا نكذب بيوم الدين﴾ هل ترون في هؤلاء من خير؟ وما يترك فيها أحد فيه خير فإذا أراد الله أن لا يخرج أحدا غير وجوههم وألوانهم ... فعند ذلك قالوا: ﴿ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون. قال اخسئوا فيها ولا تكلمون﴾ فإذا قال ذلك انطبقت عليهم فلم يخرج منهم بشر) . وقال الحاكم: (صحيح على شرط الشيخين) . ورده الذهبي بقوله: (قلت: ما احتجا بأبي الزعراء) . قلت: واسمه عبد الله بن هانئ الكوفي وثقه العجلي كما في (التقريب)

1 / 130