Jawaab Celin Ku Saabsan Dhaliilaha Ku Jira Buugga Al-Fusool
رسالة في رد الاعتراضات على كتاب الفصول
Noocyada
EDITOR|
Ibn al-Minfāḫ
S3-> S6: MS Hekimoğlu 574, ff. 125b-155b AH698, AD1298.
P8: MS Paris, Bibliothèque nationale de France, arabe 2841, ff. 1b-40a AH678, AD 1280
(MS St. Petersburg, National Library of Russia. firk. arab. 45 Gregor Schwab)
[Introduction]
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الإمام العالم نجم الدين أحمد المعروف بابن المنفاخ أحمدك يا أبدي الوجود وأشكرك يا سرمدي الجود. أما بعد فإني كنت أمليت * على (1) بعض من قرأ على كتاب الفصول البقراطية نكتا على بعض الفصول تجري مجرى الاعتراضات وإنما هي شكوك * اعترضتني (2) عند البحث عن معاني هذا الكتاب ولم * تخطر (3) لي الأجوية عنها في ذلك الوقت ولا فحصت عنها ظنا أن ستقدح أجوبتها من زنادها الأفكار الذكية وتبرز من * خدور (4) الخواطر إنكار هذه السبية نخوة للإجابة عنها وعصبية لهذه الفصول التي معظم الاستفادة في هذه الصناعة منها. وإذ الزمان قد خلا من الطالب والمتطببون شغلتهم المكاسب عن المطالب فلذلك * لائحة (5) هذه الصناعة الشريفة قد انكشفت شموسها واندرست بذوي الجهالة دروسها. فلما اشتهرت هذه الاعتراضات وأخذت مني، حسبت أن * تعتقد (6) صحة ما أوردته على هذه الفصول أو يتيقن * صواب (7) قدحه في هذه الأصول * فينطمس (8) بذلك محاسن هذا الكتاب ويندرس بسببها ما فيه من النكت العجائب. فحينئذ تحركت نعمتي للإجابة عن مشكلاتها المهمل أمرها واستخراج مكنون درها واستجلاب درها قاصدا بذلك فتح طريق يسلكه المتعلم إلى التدقيق ومنهج يترقى منه إلى معارج الحقائق الطبية بالتحقيق.
والله يعضدنا بتوفيقه وهدينا إلى الحق من أقوم طريق.
Bog aan la aqoon
[المقالة الأولى]
1
[aphorism]
قال أبقراط: وقد ينبغي لك أن لا * تقتصر (9) على توخي فعل ما ينبغي دون أن يكون ما يفعله المريض ومن يحضره * كذلك (10) والأشياء التي من خارج.
[commentary]
الشك: ما يفعله المريض ومن يحضره والأشياء PageVW2P126A التي من خارج، أما أن تكون مما ينبغي للطبيب أن يفعله أولا فإن كانت مما ينبغي فهي داخلة في توخي فعل ما ينبغي، وإن كان الثاني فما لا ينبغي لا حاجة إليه.
[commentary]
الجواب: إن مراد المقدم أبقراط بقوله «لا * تقتصر (11) على توخي فعل ما ينبغي» ليس هو الأمر العام لكل ما ينبغي أن يقصد إليه في واجب التدبير، لكن مراده الأمر الخاص وهو ما يتعلق بفضل الطبيب من استخراج التدبير مع قطع النظر عما سواه ، ولهذا قال «لا * تقتصر (12) على توخي فعل ما ينبغي» أي فعلك دون أن * تنظر (13) في الأشياء الأخر التي ذكرها وهي لا * تلتفت (14) إلى ما سواه لأنه ربما اعتقد أنه قد قام بالواجب من جهته، وحيث كان ذلك قال له أبقراط «لا تقتصر» على هذا. فإنه ربما وقع الخطأ في صواب يهيأ له من التدبير إما في * كميته (15) وإما في * كيفيته (16) أو في وقته أو في اختياره لأدويته وأغذيته أو لا قدامه على ما لا يجب، أو يفع الخطأ من قبل من يحضر المريض، يعني به خدمه إذا لم يكن لهم معرفة بالمداواة أو لا خبره لهم بما يصفونه للمرضى من أدويتهم كاستقصاء طبخ ما يجب تخفيف طبخه وتقصير طبخ ضده أو يبالغون في سحق ما لا ينبغي أن يبالغ في سحقه وتخشين ضده أو في PageVW0P002B أغذيتهم كتقوية طعام المحرور ظنا أنه * يلذ (17) بذلك وأن يكون نافعا ونحو ذلك، أو يقع الخطأ من الأشياء التي هي واقعة من خارج كالهواء لا يكون موافقا أو المسكن أو البقعة أو الماء ونحو ذلك، كل هذه تغلط في صواب تدبير الطبيب. فلذلك نبه أبقراط عليها ليحتزر منها فلا يتوهم أن الخطأ من قبل التدبير فينتفع عنه إلى خلافه.
2
[aphorism]
Bog aan la aqoon
قال أبقراط: إن كان ما يستفرغ من البدن عند استطلاق البطن والقيء اللذين يكونان طوعا من النوع الذي ينبغي أن ينقى منه البدن نفع ذلك وسهل احتماله، وإن لم يكون كذلك كان الأمر على الضد، وكذلك خلاء العروق فإنها إن خلت من النوع الذي ينبغي أن * ينقى (18) منه نفع ذلك وسهل احتماله، وإن لم يكن كذلك كان الأمر على الضد.
[commentary]
الشك: اشتراط كل من الطوع والنوع في نفع المستفرغ وسهولة احتماله يلزم من عدم كل منها عدم النفع وسهولة الاحتمال لكن قد يكون الاستفراغ بالقسر ويكون من النوع الذي ينبغي استفراغه وينفع ويسهل احتماله.
[commentary]
الجواب: مراد أبقراط الاستفراغ المشروط ليس مطلق الاستفراغ بل ما يكون من المعدة والأمعاء على سبيل الدفع منهما كما في الهبضة والخلفة لا ما يتجاورها فإن الاستفراغ منها طوعا إذا كان من النوع الواجب استفراغه أنفع وأسهل احتمالا من كونه فسرا لأن مثل هذه إنما يكون من قوة الدافعة إذا وجد في هذه الأعضاء ما ينا؟ في القوة PageVW0P003A الطبيعية فتدفعه وتخلص هذه الأعضاء من ضرره بخلاف الخارج بالقسر أعني الأدوية المقيئة والمسهلة فإن لا * بد (19) لهذه الأعضاء من أذى يلحقها منها إذ لها خصروصية بإضرارها ولعمل قواها فيها حتى تجذب منها وإليها وللمنجذب نفسه فلذلك إذا كان بهذه الأعضاء من الفضلات الرديئة ما يجب إخراجه منها وأخرج لهذه الأدوية تضاعف أذى هذه الأعضاء، ولا يؤمن مع ذلك حدوث آفة فيها فلا ينفع ولا يسهل احتماله بخلاف دفعها لها طوعا. وأيضا فإن الفضلات التي تكون في هذه الأعضاء إذا اندفعت طوعا سريعا ما يندفع منها فيزول أذاها بزوالها، فلذلك ينفع ويسهل احتمالها وإن كثر، والذي يدل على أن أبقراط أراد ما خصصنا به قوله تقييد الاستفراغ في هذا الموضع بالقيء وهو يريد به المندفع من المعدة وبالاستطلاق وهو يريد به المندفع من الأمعاء. وأيضا فإن ذكره لهذا الاستفراغ مقيدا بالطوع والنوع ثم ذكر بعد ذلك الاستفراغ العام وهو خلاء العروق غير مقيد بالطوع ليعم نوعي الاستفراغ الطوعي والقسري فإن هذا الاستفراغ ما دا؟ فيه من النوع سواء كان طوعا أو كرها ينفع ويسهل احتماله، وستعرف مراده بخلاء العروق.
[commentary]
شك ثان: الاستفراغ إذا كان طوعا ومن النوع الذي ينبغي أن ينقى منه البدن ينفع ويسهل احتماله يشهر مناقضه لقوله فيما بعد البراز الأسود الآتي من تلقاء نفسه كان مع حمى أو غير حمى فهو PageVW0P003B من أردأ العلامات.
[commentary]
الجواب: قد بينا مراده بالاستفراغ طوعا ومن النوع وما يريد به في أول الفصل، وبذلك يخرج الجواب عن هذا الشك بقيء وردد؟ الشك إنما بترجمة على قوله، وكذلك خلاء العروق فإنه هو الذي يوهم المناقضة للفصل الآخر ولا مناقضة بينهما بالتحقيق. وذلك أن قول القائل الاستفراغ من النوع ينفع وقوله الاستفراغ من النوع لا ينفع إنما يتناقضا وبيان اختلاف موضوعهما أن الاستفراغ النافع ما كان على سبيل الاستنقاء وتخليص البدن وهو يراد أبقراط في الفصل الذي حكم ينفع الاستفراغ من النوع الذي ينبغي فيه، ودليل ذلك حكمه عليه بلفظ خلاء الذي لا يكون إلا مع النقاء فإن قوله وكذلك خلاء العروق من النوع الذي ينبغي أن ينقى منه البدن. أما الاستفراغ الذي لا ينفع فهو ما يكون لكثرة تولد الفضل في البدن واستفراغه وهو مراد أبقراط في الفصل الآخر لأن هذا الفصل دليل تمكن السبب المولد له في البدن ودوام الاستفراغ معه يزيد؟ القوة ضعفا مع تأذيها بسببه، فلذلك يكون من أردأ العلامات، وعلى ذلك يصدق الفصلان ولا يناقضان.
3
Bog aan la aqoon
[aphorism]
قال أبقراط:خصب البدن المفرط لأصحاب الرياضة خطر إذا كانوا قد بلغوا منه الغاية القصوى. وذلك أنه لا يمكن أن يثبتوا على حالهم تلك ولا يستقرون. ولما كانوا لا يستقرون PageVW0P004A لم يمكن أن يزدادوا إصلاحا، فبقي أن يميلوا إلى حال هي أردأ. ولذلك ينبغي أن ينقص من خصب البدن بلا تأخير كيما يعود البدن فيبتدئ في قبول الغذاء.
[commentary]
الشك: ليس لتخصيص خطر الخصب في الأبدان المرتاضة أولوية على خطره في غيرها بأصحاب الدعة بل ربما كان الحكم بخطره في أصحاب الدعة أولى لأن التحلل من الأبدان المرتاضة بالرياضة كثير. وذلك بخلاف أصحاب الدعة. ولذلك نجفف الامتلاء فيهم أكثر. وذلك سبب لأن يكون الخطر فيهم أقل.
[commentary]
الجواب: أن خطر إفراط الخصب في الأبدان المرتاضة يزيد إضعافا على خطر إفراطه في أبدان أصحاب الدعة لأن الخصب في أبدان أصحاب الدعة لا يبلغ مبلغه في الأبدان المرتاضة. وذلك لأن علة زيادة الخصب زيادة البدل وقوة القوى المتصرفة فيه حتى يتشبه بالبدن وزيادتهما بزيادة الحرارة الغريزية وهي في الأبدان المرتاضة زائدة على المستعملة للدعة للمرتاضة بل هي في أصحاب الدعة خادمة لعدم المتهيئ لها وللسكون، ولذلك يكون علة الخصب فيهم ضعيفة أو كاتلمنعدمة ولا يبلغون من إفراط الخصب مبلغ أصحاب الرياضة منه والأبدان المرتاضة لا يزال في الزيادة إلى الحد الذي لا يمكن تجاوزه فيها لقوة الحرارة، ثم يقف عن الزيادة ويبقي ما كان ينصرف من الوارد في الزيادة الخصب في البدن بإفراط الخصب (omit?) وعدم PageVW0P004B وفاء قوته بالرياضة التي كانت قبل الإفراط فيبقي أيضا ما كان ينصرف في خلفه مع الوارد للبدن فضلا فيه، فربما سد عروقه فخنق أو سقها؟ فخرج فأضعف القوة وأسقطها منه، وربما أعان على ذلك استعمالهم أشياء من رياضتهم العنيفة، وكل ذلك منتف في أبدان أصحاب الدعة فتبين إذن وجه خطر أصحاب إفراط الخصب في الأبدان المرتاضة عليه في غيرها.
4
[aphorism]
قال أبقراط: التدبير البالغ في اللطافة عسر مذموم في جميع الأمراض المزمنة لا محالة، والتدبير الذي يبلغ فيه الغاية القصوى من اللطافة في الأمراض الحادة إذا لم تحتمله قوة المريض فهو عسر مذموم.
[commentary]
Bog aan la aqoon
الشك: أن اعتبار عدم الاحتمال في الأمراض الحادة دون المزمنة يفهم منه عدم صحة اعتباره فيها لكن في المرضى أمراضا مزمنة إذا احتملوا التدبير البالغ في اللطافة أعان على قصر مدد أعراضهم وتقريب منتهاها، وعلى ذلك لا يذم فيهم (الا: شا) مع احتمالهم له.
[commentary]
الجواب: من وجهين أحدهما أن حكم (ال: شا) بقراط برداءة هذا التدبير في الأمراض المزمنة بالنظر إلى مدتها مطلقا من حيث هي لا بالنظر إلى أحوال المرضى الخاصة معها، وهذه الأمراض كيف كانت فيه داخلة في حكم الطويل من الأمراض لأنها أطول مدة من مدة الحادة، ولذلك كم التدبير للبالغ في اللطافة فيها وحكم برداءة لأن القوة لا تبقى معه فيها إلى منتهاها فوجب المنع من استعمال هذا التدبير البالغ في PageVW0P005A اللطافة فيها.
[commentary]
الثاني: أن احتمال هؤلاء للتدبير البالغ في اللطافة يكون في قليل من الأحوال جزئية؟ كما في أوقات نوائب الحميات المزمنة كالربع، فإن هذا التدبير ربما احتمله أصحابها في وقت النوبة ولا يحتملونه فيما عداه فيكون حكم أبقراط برداءة هذا التدبير وذمه في جميع الأمراض المزمنة بحسب غالب أوقاتها وأكثرها لا بحسب أوقاتها إلا بحسب أوقاتها الخاصية التي هي قليلة فيها. وأما الأمراض الحادة فإن مددها تختلف فبعضخا قصير جدا وينقضي في الرابع وبعضها طويل وأطول وينقضي في الأسبوعين (عين: فا) والثلاثة وإلى الأربعة. وقد يمتد حتى تصير منقلبة، فلذلك ما لا ينفصل منها في أول بحران لا يحتمل أن يكون تدبيره في الغاية القصوى، فلذلك يكون يعلق حكمه يذم التدبير الذي في الغاية القصوى فيما يتطاول مدته لأنه يجتمع على قوة حدة المرض وتطاوله وتلطيف التدبير فلا تثبت القوة فيه حتى ينقضي، وهذه أكثر الحادة، ولذلك أطلق القول يذم التدبير البالغ في اللطافة بقوله في جميع الأمراض المزمنة ولم يشبها؟ فيه عدم الاحتمال ولم يطلق القول يذمه في الأمراض الحادة بل قال جميع الأمراض الحادة، ويريد أكثرها وشرط فيها عدم الاحتمال لتخصيص البعض الأقل. وأما ما لا يتجاوز إلى الأسبوع الثاني منها فيحتمل هذا التدبير ولا يذم فيه، وهذا في الحادة.
[commentary]
وقد أورد أبو بكر زكريا الرازي على هذا الفصل قولا كالشرح والتأويل PageVW0P005B وهو يجب أن يحمل قول أبقراط في الأمراض المزمنة على الحميات وحدها فإن من الأمراض المزمنة ما ينتفع بالتدبير اللطيف كالنقرس والصرع كأنه يرى أن جميع الحميات من الأمراض المزمنة إذ لم يخصص منها منتهاء وهذا خطأ فإن الحميات الدموية والصفراوية الخالصة من الأمراض الحادة لا من المزمنة، ويرى الصرع والنقرس من الأمراض المزمنة ويدبر بالتدبير اللطيف وهذا أيضا خطأ فإن لكل واحد من الأمراض ذوات النوائب تدبيران تدبير من جهة أوقاته الكلية وهو التغليظ وتدبير من جهة أوقاته الجزئية وهو التلطيف لأنه في ذلك الوقت في حكم الحاد من الأمراض يقصر المدة ، ومراد أبقراط برداءة التدبير البالغ في اللطافة إنما هو في الأمراض المزمنة من جهة أوقاتها وطولها لا من جهة أنها تكون حادة أو مضاهية للحادة.
[commentary]
قال أبو القسم بن أبي صادق: التدبير البالغ في اللطافة ردئ في جميع الأمراض المزمنة لأن هذه الأمراض شأنها أن تطاول والقوة لا تبقى إلى المنتهى مع هذا التدبير لكن يجب أن يستعمل فيها إما التدبير اللطيف أو ما هو أغلظ فليلا، وهاهنا سها الرازي لأنه خفي عليه الفرق بين التدبير اللطيف والبالغ في اللطافة فإن المنقرس والمصرع تتحرك؟ فوتهما مع التدبير البالغ في اللطافة قبل المنتهى ولا كذلك مع التدبير اللطيف الذي هو غير بالغ في اللطافة.
[commentary]
Bog aan la aqoon
وأقول أما قوله يسهو الرازي في أحده؟ التدبير اللطيف في مكان التدبير البالغ PageVW0P006A في اللطافة في جميع الأمراض المزمنة، ولم يتعرض للتدبير اللطيفة ولا لغيره ولكنه أيضا سها موافقته على حواز استعمال التدبير اللطيف في هذه الأمراض من المزمنة ولا يحوز استعماله أيضا فيها فإن صاحب الصرع والنقرس لو دبرا في مدة مرضهم بالتدبير اللطيف وهو مثل كشك الشعير كما مثل عليه عاليا لانحلت قواهم دون منتهى هذين المرضين * وإنما (20) أن دبرا في أوقات النوائب فالتدبير لمثله في ذلك الوقت جائز. وقد حكم أبقراط بخطأ من يستعمل التدبير اللطيف من المرضى في الفصل الذي بعد هذا بقوله قد يخطئ المرضى على أنفسهم في التدبير اللطيف وما يريد جميع لكن يزيد من منتهى مرضه بعد وهم أصحاب الأمراض المزمنة على أن أبقراط ام يرد تدبير الأمراض المزمنة مقتضى الأوقات الجزئية فيها ولا مقتضى أحوال المرضى من ضعف قواهم مثلا من أصل خلقهم أو لأسباب عارضة في أمراضهم لكنه يريد تدبير هذه الأمراض بالنظر إلى ما تقتضيه حالها أنفسها فقط لا بالنظر إلى شيء إخر كما قدمنا.
5
[aphorism]
قال أبقراط: في التدبير اللطيف قد يخطئ المرضى على أنفسهم خطأ يعظم ضرره عليهم، وذلك أن جميع ما يكون * منه (21) أعظم ما يكون منه من الغذاء الذي له غلظ يسير ومن قبل هذا صار التدبير البالغ في اللطافة في الأصحاء أيضا خطر لأن احتمالهم لما يعرض من خطائهم أقل ولذلك صار التدبير البالغ في اللطافة في أكثر الحالات أعظم خطرا PageVW0P006B من التدبير الذي هو أغلظ قليلا.
[commentary]
الشك: قد حكم بأن احتمال الأصحاء للخطأ الواقع بلطافة التدبير أقل فهو وإن كان أقل من احتمال المرضى لا يصح فإن المرضى ينبغي أن تضعف قواهم معه أكثر لأنه يتعاون عليها مقاوضة المرض ونقص مدد الأرواح الحاملة لها بلطف التدبير، فلذلك احتمال المرضى للخطأ بالتدبير اللطف يكون أقل من احتمال الأصحاء له.
[commentary]
الجواب: أنه يريد بقوله احتمال الأصحاء للخطأ في التدبير اللطيف لا بقياس الخطأ فيه في المرضى بل يريد بالخطأ فيه بقياس الخطأ في تدبيرهم بالتدبير الذي له غلظ، ويظهر ذلك مما في سياقة قوله بعد هذا وهو قوله ولذلك صار التدبير البالغ في اللطافة أعظم خطرا من التدبير الذي هو أغلظ فليلا.
[commentary]
قال ابن زكريا الرازي على هذا قولا كالشك عليه وهو أن الأبدان التي قد اعتادت الحمية وبلطف الغذاء يكون ضرر الغليظ إذا اتفق لها أشد لأمرين أحدهما مخالفة العادة والثاني أن مثال هؤلاء ضعاف القوة وإذا كان هذا في الأصحاء خطر فهو في المرضى أخطر.
Bog aan la aqoon
[commentary]
وأقول: والأبدان المعتادة بلطيف الغذاء إذا دعتها الحاجة إلى التدبير البالغ في اللطافة فالميل فيها إلى ما هو أغلظ منه أقل خطرا واستعماله فيها أولى للعلة التي ذكرها الرازي في شكه وهو قوله لأن أمثال هؤلاء ضعاف القوة والتدبير البالغ في اللطافة مما يزيد قواهم PageVW0P007A ضعفا فالذي هو أغلظ قليلا في حفظ قواهم أحوط كما ذكره أبقراط، ثم ولو؟ وافقناه على ورود شكه لما ورد على كلام أبقراط لأمرين أحدهما أن القانون الكلي إذا أعطى في التعليم فإنما يعطي مقطوع النظر عن جزئياته؟ وخلوه عن الموانع والمقتضيات التي هي على خلاف الأصل في إطلاقه ويحدث لأسباب أخرى تقتضي العلاجات بقوانين كلية أخرى، ولا يجب اعتبارها معه الثاني أن أبقراط لم يهمل فيما قاله مثل هذا، وذلك أنه قال «ولذلك صار التدبير البالغ في اللطافة في أكثر الحالات أعظم خطرا من التدبير الذي هو أغلظ قليلا»، قوله «في أكثر الحالات» احتراز عن مثل هذا أعني وجود الموانع في بدن دون بدن من أمور القوى والحالات الجزئية والعادات فلم يبق لورود الشك عليه وجه.
6
[aphorism]
قال أبقراط: أجود التدبير في * الأمراض (22) التي في الغاية القصوى التدبير الذي في الغاية القصوى من اللطافة.
[commentary]
الشك: هذا الفصل كالمناقض لقوله في الفصل الذي يقول فيه «والتدبير الذي يبلغ فيه الغاية القصوى من اللطافة في جميع الأمراض الحادة إذا لم تحتمله قوة المريض عسر مذموم»، لو لا قوله «إذا لم تحتمله قوة المريض» فبقي الاحتمال لهذا التدبير لكون المرض في الغاية القصوى فخرج من عسر التدبير المذكور في ذلك الفصل إلى جودة التدبير المذكور في هذا الفصل إلا أنه لم يشترط في هذا الفصل جودة هذا التدبير في المرض الذي في الغاية القصوى في هذا الفصل PageVW0P007B احتمال المريض كما اشترط عدم احتماله في ذمه في ذلك الفصل وهو واجب فإن القوة إذا كانت في المرض في الغاية القصوى واهيه إن كان البدن نحيفا أو تقدم له استفراغ فالتدبير الذي في الغاية القصوى فيه مذموم ولا تبقى القوة معه إن لم يكن ذلك فهذا التدبير له أجود فاشتراط الاحتمال لهذا التدبير في هذه الأمراض في هذا الفصل واجب.
[commentary]
الجواب: واجب تدبير هذه الأمراض بالنظر المطلق إليها غير مخصص بشيء مما ذكرناه لأنها أمراض في الغاية القصوى في قصر المدة فتدبيرها يجب أن يكون أيضا في الغاية القصوى من اللطف، ولذلك قال «أجود التدبير» يعني مع عدم المعارض. وأما بالنظر إلى تخصيصها بأحوال من الأعراض كالأعراض المذكورة في الشك فتفتقر من التدبير إلى ما له غلظ، وكلام أبقراط فيه إشعار بذلك في قوله أجود التدبير يريد فيه أن في تدبير هذه الأمراض ما هو أجود في الغاية وجيد وحيث قال إن التدبير الذي في الغاية الفصوى لهذه الأمراض أجود لا يمنع أن يكون غيره جيدا أيضا فيكون قوله أجود بالنظر إلى هذه الأمراض غير مقيد بشيء واحتماله الجيد وهو الذي هو دونه بالنظر إليها مقيده. وبرهان فضيلة ذلك التدبير في هذه الأمراض أن هذه الأمراض قصيرة جدا فلذلك القوة معها أثبت إلى منتهاها وهذا التدبير أخف التدابير على القوة فلا يشغلها وينقلها عن المقاودة مع أنه يحفظ القوة حفظا مت فلذلك PageVW0P008A كان أجود في تدبير هذه الأمراض. وأما ما قاله غلظ فدونه في ذلك بإشغاله القوة عن المقاودة بقدر غلظه، وبذلك ينقص عن الأجود الذي لو لا هذه العوارض كان التدبير به أصوب فلذلك قال أبقراط أجود التدبير ليعني كلامه أن في تدبير هذه الأمراض أيضا جيد ولو قال الجيد في تدبير هذه الأمراض لما احتمل الأجود، وأيضا فإن قوله في الأصل الذي ذم فيه هذا التدبير بشرط عدم الاحتمال معهم منه أن جودته مع الاحتمال فلا حاجة إلى اشتراطه معه فثبت أن كلامه غير مخل بما أردناه.
7
Bog aan la aqoon
[aphorism]
قال أبقراط: وينبغي أيضا أن تزن قوة المريض وتعلم إن كانت تثبت إلى وقت منتهى المرض وتنظر أ قوة المريض تخور قبل غاية المرض أم المرض يخور قبل وتسكن عاديته.
[commentary]
الشك: هذا الفصل كأنه يقدح في صحة الفصول المتقدمة المأخوذ منها العلم بكيفية الغذاء، وذلك لأن تقدير كيفية الغذاء باللطافة والغلط بالنظر إلى * كون (23) المرض حادا أو في الغاية القصوى أو مزمنة يخالف العلم بذلك من القوة، فإنه إذا نظر إلى القوة ونباتها إلى المنتهى وعدم ذلك لا يلتفت إلى المنتهى مع كون المرض حادا أو مزمنا ويحتاج إلى تغليظ التدبير بالنظر إليها وبالنظر إلى كونه حادا أو في الغاية القصوى يحتاج إلى خلافه، ولذلك قد تثبت القوة إلى المنتهى في المرض الذي في الغاية القصوى PageVW0P008B وفي الحاد وفي المرض قليلا قليلا ويلطف حتى في الغاية في الحاد (وفي المرض قليلا: شا) ويلطف في المرض بحسبه ولا تلتفت إلى طبيعة المرض في كونه مزمنا أو غير مزمن فيبقى مدار الأمور في تقدير التدبير بكيفية الغذاء بحسب القوة فقط لا بحسب المرض، وإذا صار ملاك الأمر في ذلك للقوة انتسخت بها اخوام تلك الفصول الأولى كلها لأن القوة إن كانت قوية لطف التدبير سواء كان المرض حادا أو غير خلاء وإن كانت القوة ضعفة غلظ سواء كان المرض حادا أة غير حاد، وعلى ذلك لم يبق مع هذا الفصل تلك الفصول المتقدمة حكم ويبقى مدار الأمر في ذلك على هذا الفصل دونها.
[commentary]
الجواب: لاستفراغ معرفة كيفية أغذية المرضى طرقا أعمها وأهمها النظر في طبيعة المرض في حدته وأزمانه كما سلف فيما تقدم وطرقا أخرى منها حال القوة في قوتها وضعفها عن تجاوز منتهى المرض، وهذا خاص أشخص شخص، ومنه ينبه؟ المريض في سخافته وكيافته وأحوال آلات غذايية من شهوته وهضمه، وحال عادته وغير ذلك لكون أهم الأحوال الشخصية حال مداعاة؟ القوة، فلذلك علمنا أبقراط اعتبار حالها بعد أن يقدم بتعليم الأمور العامة المعتبرة في قيام القوة بها، ولذلك قال بعد ذلك «وينبغي أيضا أن تزن قوة المريض» فجعل اعتبار هذا بعد ذلك لأنه أخص منه، ولو اقتصر على أحدهما لما ثم التعليم في ذلك فكل واحد من المعنين لا بد منه PageVW0P009A فإنه لو اقتصر على النظر في ذلك من جهة القوة فقط وكانت قوية مثلا اقتضى؟ حالها تلطيف؟ التدوير سواء كان المرض مزمنا أو حادا لكنه إذا كان مزمنا واقتصر عليه سقطت القوة معه قبل منتهاه لطوله، ولو كانت غير قوية والمرض حاد قريب المنتهى لوجب تغليظ التدبير بحسبها، والواجب توسط؟ التدبير بين الغلظ واللطافة لميل؟ إليهما. أما ميله إلى الغلظ فلأجل القوة، وأما ميله إلى اللطافة فلحده للمرض وقرب منتهاه، فعلى هذا لو اقتصر على النظر في أحدهما دون الآخر لوقع الخطأ في ذلك لأن وزن القوة إنما هو بمده؟ المرض في قرب منتهاه وبعده فلا يكفي النظر في قوتها وضعفها إلا بقياسه فإذن لا بد من النظر في طبيعة المرض مع النظر في القوة كما رتبه أبقراط وفيما عدا ذلك بالقياس على القوة.
8
[aphorism]
قال أبقراط: والذين يأتي منتهى مرضهم بديا فينبغي أن يدبروا بالتدبير اللطيف بديا والذين يتأخر منتهى مرضهم ينبغي أن يجعل تدبيرهم في ابتداء مرضهم أغلظ ثم ينقص من غلظه قليلا قليلا كلما قرب منتهى المرض أو في وقت منتهاه.
[commentary]
Bog aan la aqoon
الشك: هذا الفصل كالمناقض للفصل الذي يقول فيه «وإذا كان المرض حادا جدا فإن الأوجاع التي في الغاية القصوى تأتي فيه بديا فيجب ضرورة أن يستعمل التدبير الذي هو في الغاية القصوى من اللطافة ()»، وبيان وجه المناقض أنه بين؟ في هذا الفصل المراد بالذين يأتي منتهى مرضهم بديا بقوله «وإذا كان المرض حادا جدا PageVW0P009B فإن الأوجاع التي في الغاية القصوى هي التي تأتي في المنتهى» فهو كقوله «والذين يأتي منتهى مرضهم بديا» فتبين بذلك مراده بالذين يأتي منتهى مرضهم بديا وأنهم الذين يكون مرضهم حادا جدا، وإذا كان كذلك فالتدبير ممن يأتي منتهى مرضه بديا ومن مرضه حاد جدا يجب أن يكون واحدا لكنه خالف بينهما فجعل التدبير فيمن يأتي منتهى مرضه بديا لطيفا وفيمن مرضه حاد جدا التدبير الذي في الغاية القصوى من اللطافة، وليس هو التدبير اللطيف.
[commentary]
الجواب: أن مراد أبقراط بالذين يأتي منتهى مرضهم بديا من يأتي منتهى مرضه ومقدماته في مبادئ مرضه، وبالمرض الحاد جدا الذي يأتي منتهاه بكماله في مبادئ المرض، ولهذا قال «وإذا كان المرض حادا جدا فإن الأوجاع التي في الغاية القصوى تأتي فيه بديا» يريد؟ بذلك نهاية المنتهى، فإن الغاية القصوى للأعراض تتم فيه، ولهذا أمر؟ في تدبير هؤلاء بالتدبير الذي يكون في الغاية القصوى من اللطافة لأن مرضهم قصير جدا لكمال منتهاه في مبدأ المرض وأمر في تدبير الذين يأتي منتهى مرضهم بديا بالتدبير اللطيف لتراخى؟ زمان المنتهى فيهم عن الحاد جدا، فتبين أن التدبير من المتقابلين الذين أمر بهم في المرض الواحد إنما اعتبار حالين لا باعتبار حاله واحدة، وبذلك اندفع توهم المناقضة.
9
[aphorism]
قال أبقراط: المشائخ أحمل الناس للصوم ومن بعدهم الكهول والفتيان أقل احتمالا له وأقل PageVW0P010A الناس احتمالا للصوم الصبيان، ومن كان من الصبيان أقوى شهوة فهو أقل احتمالا له.
[commentary]
الشك: إن كان أقل الناس احتمالا للصوم من هو منهم أقوى شهوة فيجب أن يكون المشائخ أقل الناس احتمالا للصوم لأن شهواتهم ينبغي أن تكون أقوى من شهواتهم الفتيان لبرد مزاج المشائخ وزيادة حرارة الفتيان على حرارتهم، وأيضا فإن قواهم أضعف وحرارتهم أنقص فلذلك لا يؤمن على قواهم السقوط وعلى حرارتهم الانطفاء بالصوم.
[commentary]
الجواب: الشهوة التي في فم المعدة تتم بقوتين، إحداهما القوة الجاذبة من الأعضاء كلها، الثانية القوة الحساسة التي في فم المعدة المتصلة بهذا الجذب والجاذبة فاعلة للشهوة والحساسة منفعلة عن فعل الجاذبة، والقوة الجاذبة يتم فعلها للجذب بالحرارة، والحرارة تعين الجاذبة من جهتين، أحدهما؟ التحليل الموجب لحركتها لا خلاف به له، الثاني لمونتها في تحريك هذه القوة على الجذب الذي الحرارة أحد أسبابه وقد تعين؟ في فعل القوة الحساسة بما تحلله من فم المعدة من الرطوبة التي في فرغه . فإذا خلافه أعان على تقاضيه؟ لمثلها باجتماعه إلى ذاته وامتصاص العروق المتصلة به منه على الحس. وهذا هو الألم الجوعي الموجب للتقاضي للغذاء من خارج، وكل من فعل الحرارة الغريزية وكلما قويت اشتدت آثار القوى الفاعلة بها. وأمأ فعل البرد في الشهوة فليس إلا من جهة جمعه لفم المعدة وشدة له فينبه الشهوة تنبيها لا على طريق PageVW0P010B أنه سبب بل معونة منه في ذلك بالعرض الذي بما أضعف الحرارة وأضعف الجذب وكان سببا النقص الشهوة من هذا الوجه على أن برد المشائخ والكهول إنما هو يعني قلة الحرارة الغريزية فيهم، وذلك ينقص الشهوة فيهم أولى من زيادتها على ما علم، وإذا علم هذا فليعلم الآن أن قوة شهوة الصبيان والفتيان من القسم الأول أعني مما تتم به زيادة الحرارة وشهوة المشائخ من القسم الثاني مما يتم بالبرودة أو ينقص الحرارة، ولذلك ما مانت شهوات الصبيان والفتيان معها الاستمراء أو الهضم ولا كذلك شهوات المشائخ والكهول، فلذلك لا يقوى؟ شهواتهم قوتها في الصبيان والفتيان ولا يبلغ؟ مبلغها فيهم. وأما ضعف قوى المشائخ فيجوز بقلة التحلل فيهم لضعف حرارتهم للموجبان؟ لضعفها كما علم من أنها من السبب الفاعل أو سببه فلا يخشي عليهم من احتمال الصوم ما يخشي على الصبيان والفتيان لكثرة التحلل فيهم وحاجتهم إلى النمو.
Bog aan la aqoon
10
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الأبدان في النشء فالحار الغريزي فيهم على غاية ما يكون من الكثرة ويحتاج من الوقود إلى أكثر ما يحتاج إليه سائر الأبدان.
[commentary]
الشك: حكمه بكثرة الحار الغريزي في الأبدان الناشئة إما أن يكون القياس إلى ما يحتاج إليه منه هذه الأبدان وليس في الطبع أن يوجد في شيء منه أكثر من أمكانه له لحاجته منه أو بالقياس إلى أبدان أخرى كأبدان السباب وفيه نظر من جهة أن بدن الشاب يزيد؟ أضعافا على بدن الصبى ويحتاج من البدن إلى أكثر ما يحتاج إليه منه PageVW0P011A وممأ يحتاج إليه لنموه. فلو لم تكن الحرارة فيه على غاية ما يكون من الكثرة لما وفت أو لو لم تكن زيادة فيه لضعفت بنفسها على جملة أجزائها التي هي أكثر من أجزاء أبدان الصبى.
[commentary]
الجواب: أن في كل واحد من بدن الصبى والشاب مقدار من الحرارة لا يقصر عن تمام حاجة بالنظر إلى تمام حاجته بدنه إليه. أما في بدن الصبى فبالنظر إلى تمام حاجته من البدل؟ يخلف؟ المتحلل منه والزيادة عليه للنشء. وأما في بدن الشاب فبالنظر إلى بدل المتحللأ منه فقط فلذلك لا يقال إن الحرارة في أحدهما أزيد من الآخر ولا أنقص. فأما بالنظر إلى مشاركة بدن الصبى لبدن الشاب في تمام قيام الحرارة فحاجته كل منها للخلف المبدل.
11
[aphorism]
قال أبقراط: الأجواف في الشتاء والربيع أسخن ما يكون بالطبع والنوم أطول ما يكون فينبغي في هذين الوقتين أن يكون ما يتناول من الغذاء أكثر. وذلك أن الحار الغريزي في الأبدان في هذين الوقتين كثير ولذلك يحتاج إلى غذاء كثير.
Bog aan la aqoon
[commentary]
PageVW0P011B الشك: أنه جعل زيادة الغذاء في هذين الفصلين لزيادة الحرارة فيهما في الباطن والنوم والحرارة الغريزية لكل بدن بقدر استحقاقه فلا يقبل ذاتها الزيادة بعد حصول القدر المستحق البدن منها فهي واحدة في جميع الفصول لكنها تختلف أحوالها فيها كما في الشتاء والربيع بانحصار شيء منها منتشرا في ظاهر البدن وباطنه للبرد الملاقي للظاهر من خارج وينتشر في الصيف في الظاهر للحر المجانس لها بجنسه لها إليه فإذن (23B) متخونة الباطن في الشتاء والربيع لا لزيادة الحرارة في ذاتها لكن يعود شيء منها من الظاهر إلى الباطن فيقوى منه؟ آثارها على الظاهر إذا لم يبرد الحرارة في هذين الفصلين في نعتها؟ فزيادة الغذاء إن تحققت في الفصلين نفسي أن يكون لعلة أخرى غير زيادة الحرارة وإلا الأمر في الحرارة على ما أتيناه ولأن المقصود من الغذاء أخلاف بدل المتحلل من البدن والمتحلل منه في هذين الفصلين قليل لضيق المسالك بالبرد وتكاثفها فخلفه في هذين الوقتين ينبغي أن يكون قليلا ، وأيضا بقليله بزيادة الغذاء الزيادة النوم، والنوم مقصود لعضم الغذاء، وإذا كان النوم مطلوبا للغذاء فلا يكون الغذاء من أجله.
[commentary]
الجواب: أن زيادة الغذاء في الشتاء ليست لزيادة الحرارة في نفسها لكن لقوتها عند آلات الغذاء وقوة القوى الطبيعية التي هي إليها بها تتم الشهوة والهضم، ولذلك قال أبقراط «الأجواف في الشتاء والربيع أسخن» ولم يقل الأبدان فيهما أسخن لهذه العلة فثبت إذن المقتضي زيادة الغذاء، وإنه الحرارة كما ذكره أبقراط وقررناه. وأما جواب لاعتراض القائل بأن مقصود الغذاء الخلف من التحلل والمتحلل PageVW2P131B في الشتاء أقل فيجب أن يكون الخلف قليلا، فعذا القول لجالينوس وقد أجاب عنه نقلا؟ أبقراط وسعته قال كلاما حاصله أن ما به يتم أفعال البدن الطبيعية الحرارة الغريزية وهي في الشتاء أكثر، فلذلك يريد الشهوة والهضم ويجتمع في البدن دم كثير وسمن، ويريد التحلل الخفي كلما قويت؟ الحرارة ويعنى باستفراغ الفضول ثم قال ما لطف منها من الجلد ومع النفس وما غلظ فإنه يخرج من البول وقد يرسب؟ في البول من النفل؟ في الشتاء أكثر مما يرسب في الصيف كثيرا، ويريد البول كثيرا واللحم والدم، وهذا جواب صالح عن هذا الاعتراض، ونريد نحن فنقول إن الحار الغريزي لما قوي في الباطن احتاج إلى زيادة الغذاء في المعدة والكبد ليكون له كالمادة في حفظه فإن هذه الأعضاء قد جملت منه فوق حاجتها إليه ويحتاج إلى شيء يكون كالمادة له فيحتاج لذلك إلى زيادة الغذاء وإلا بقدر ما ينطبخ في آلات الغذاء بقي منه جملة؟ بالتحلل منه، ولذلك حتى ينقلب؟ إلى جواهر الأعضاء، ولذلك يحتاج إلى زيادة صالحة منه ليبقى من الغذاء بعد التحللأ منه بقية نقي بأخلاف البدل على ما يحتاج إليه البدن، وهذا بين في كلام أبقراط إذا جعلت فعله لفظه يحتاج فعلا فاعله الحار فيكون تقديره هكذا، وذلك أن الحار في هذين الوقتين ولذلك يحتاج هو إلى غذاء كثير أي إلى مادة كثيرة تستعل؟ ويسعل بها. وأما إذا جعلت لفظه يحتاج فعلا لما لم يستمر فاعله احتمل أن يكون المحتاج الحار واحتمل أن يكون البدن كما ذكره جالينوس لقوة الحار في باطنه.
12
[aphorism]
قال أبقراط: الأغذية الرطبة توافق جميع المحمومين.
[commentary]
الشك: الغذاء من حيث هو لا يوافق جميع لالمحسوس فإن أصحاب الحميات الحادة في الغاية القصوى والحادة جدا لا يحتاجون إلى الغذاء فصلا عن الغذاء الرطب هكذا قد تقدم به كلام أبقراط في فصول كثيرة، وكذلك الغذاء الرطب فإن أصحاب الحميات الدموية والبلغمية قد يضر بهم، وذلك يقدح في صحة إطلاق القول بمواقفة الغذاء الرطب من الوجهين لجميع المحمومين، وأيضا فإن الحمى من حيث هي كيفية حارة واليبوسة ليست ملازمة لها، فلذلك القول ينفع الأغذية الباردة في الحمى بالنظر إليها أحق من الرطوبة.
[commentary]
Bog aan la aqoon
الجواب: أن مراد أبقراط يبالأغذية الرطبة هاهنا التي لها قوام رقيق كرطوبة الماء ليسهل انحدارها عن المعدة والاغتذاء بها، وهذه قد تكون مركبة كماء الشعير وقد تكون مجففة كالخل؟ وماء العسل بالافادية؟ وبهذا يندفع الشكان الآخران وهذا مثل قوله لأن بملأ؟ الهدن؟ من الشراب أسهل من PageVW2P132A أن يملأ من الطعام وأراد به الأشياء الرطبة الغاذية لا مسمى الشراب. وأما جواب الشك الأول وهو إطلاقه القول ينفع الغذاء في جميع المحمومين بعد أن يقدم منعه فيمن ذكرنها فجوابه أن الذي فسر التدبير البالغ في اللطافة في الأمراض الحادة هي الغاية القصوى جالينوس فإنه حمل هذا التدبير على ترك الغذاء بالكلية ومتى حمل على ذلك أقضى إلى المنع من استعمال شيء أصلا فيهم؟ ترك الغذاء بالكلية على الغذاء المطلق بقي العذاء الدواتي؟ وهو جائز الاستعمال فيهم إذ الأدوية المطلقة لا يجوز استعمالها فيهم فقط لتحلل أبدانهم بالحمى، ولذلك يجوز استعمال الغذاء في جميع المحمومين.
13
[aphorism]
قال أبقراط: أصعب ما يكون احتمال الطعام على الأبدان في الصيف والخريف وأسهل ما يكون احتماله عليها في الشتاء ثم من بعده في الربيع.
[commentary]
الشك: ينبغي أن يكون الخريف كالربيع في متوسطة بين الفصلين المتضادين وأن يكون حكمه كحكمه في احتمال الأبدان للطعام ولعل الخريف في ذلك أحمد من الربيع، فإنه يأتي على الأبدان وهي متخلخلة وحرارتها منتشرة بحر الصيف فيشدها ويجمع حرارتها إلى الباطن ببرده فيقوي البدن والهضم، وبذلك يسهل احتمال البدن للطعام فيه وما حكم الخريف في هذه الحال الأحكم ريح الشمال. وأما الربيع فبخلاف ذلك أجمع، وذلك أنه يرخي الأبدان بعد الاشتداد؟ وينشر حرارتها والفضلات التي فيها بعد الاجتماع وما حكمه في ذلك الأحكم ريح الجنوب التي هي أردأ على الأبدان من ريح الشمال. فإن قيل إن رداءة الخريف بالفصل المتقدم لأنه تخلخل الأبدان ويضعف حرارتها. قلنا: فيكون المردي؟ هذا الفصل المتقدم لا هذا. أما هو فيصلح جميع ذلك. الثاني أن حر الصيف كالخريف فلا ينسلخ إلا وقد صار الوقت خريفا ولا يدخل الخريف إلا وقد بطل تأثير الصيف ثم ولو قيل إن أوائل الخريف صيفية لما لزم أن يكون وسطه؟ وآخره كذلك بل وسطه يكون مستويا إلى آخره فلا يكون جميعه مقتضيا لصعوبة احتمال الطعام على الأبدان.
[commentary]
الجواب: أما الخريف فلا شك أنه يجب أن يكون كالربيع لاشتراك الفصلين في التوسط بين الفصلين المتضادين لكنه ينفصل عن الربيع بأنه يدخل على الأبدان وقواها الطبيعية موهونة وحرارتها الغريزية ناقصة بإلحاح؟ التحلل على الأبدان في الصيف ودواء على تلك الحال في الخريف إلا أنه أقل لأن برد الخريف لقصوره بضعف عن إزالة ما استفادته الأبدان من تأثير حر الصيف في مدة طويلة ولمكان اليبوسة الحادثة للأبدان واستحفاظها PageVW2P132B بالحرارة التي قبلها من حر الصيف فلا ينفعل عن ذلك البرد الضعيف بسهوله ولا في مدة قصيرة، وكذلك حال الهواء فيه ولذلك يختلف أوقاته لعدم سراية البرد في جملته واستواية فيه فيصير مرة حرا ويشتد؟ في أوقات لما خلفها لصيف فيه من ينسه ومرة بردا بمقتضي حال الانقلاب الخريفي ولا يشتد؟ إلى آخره. وأما الربيع فيدخل على الأبدان وقواها الطبيعية قوية وحرارتها الغريزية محفوظة مجموعة تامة بتأثير البرد الشتوي واستمرار تأثيره فيها هذه ممن؟ الربيع فينفعل عنه فيه كانفعالها في الشتاء وإن ضعفت فيه لاستعداد الأبدان PageVW0P014A بما استحفظته من البرد الشتوي وبذلك يقام حره الضعيف ثم يعتدل في وسطه فيصير حالها في ذلك دون حالها في أوله وما قبله إلا أنها وإن لم يكن في حكم تأثير الشتاء فإنها بالقرب منه ولا ينقص عنه كثيرا إلى آخره فيقرب الربيع من حكم الصيف ويتم اعتدال الأبدان، فتبين إذن وجه قرب حكم الخريف من حكم الصيف وقرب حكم الربيع من حكم الشتاء، وثبت أن حال الأبدان في الخريف كحالها في الصيف وحالها في الربيع كحالها في الشتاء، وبذلك تبين صحة كلام الفاضل أبقراط في هذا الفصل.
14
[aphorism]
Bog aan la aqoon
قال أبقراط: إذا كانت نوائب الحمى لازمة للدور فلا ينبغي في أوقاتها أن يعطي للمريض شيئا أو يضطر إلي شيء.
[commentary]
الشك: ليس المنع الغذاء في أوقات النوائب للزومها الدور بل لوجود النوبة سواء كانت لازمة للدور أو لم يكن فتقبيده بلزوم الدور يشعر بجواز استعماله في وقت النوبة مع عدم لزومها للدور، وليس كذلك أيضا هذا المعنى كالمكرر في هذا الكتاب فإنه قد تقدم له، وإذا كان للحمى أدوار فأمنع من الغذاء في وقت نوائبها ولا يحتمله هذا الكتاب.
[commentary]
الجواب: أنه مريد بهذه الحمى اللازمة للدور كله ويكون لها اشتداد كالنوبة حال ابتدائها وخف كالفترة؟ فتمنعه من أن يعطي في أوقاتها شيئا يعني به أوقات الاشتدادات التي هي في هذه الحمى كأوقات النوائب، ويفهم من ذلك أن وقت إعطائه الشيء هو وقت الخف فعلمنا له على هذه الحمى يفهم من قول أبقراط «إذا كانت نوائب الحمى لازمة للدور» أي دائمة في جملة الدور PageVW0P014B الذي أبقراط يستعمله على وقتي الأخذ والفترة، ومعنى قوله «لا ينبغي أن يعطي للمريض شيئا» أى الأوقات التي يتوقع فيها اشتداد بها لأن ذلك الوقت هو ابتداء نوبة حاذية فيها عن عفن متحدد كابتداء النوبة في المفترة والثاني من الحمى في غير PageVW2P133A هذا الوقت ببقايا العفن السابق وهو وقت الخف كأنه قال كما يمنع من الغذاء في أوقات نوائب الحمى الدائرة أمنع منه في وقت اشتداد الحمى اللازمة فتبين مراده واندفع الشك وتبين أن معنى هذا الفصل غير ذلك وزال الاعتراض بالتكرار؟.
[commentary]
شك آخر: أنه فيما تقدم منع من الغذاء في أوقات النوائب في قوله «وإذا كان للحمى أدوار فامنع من الغذاء في أوقات النوائب ()» ولهذا وجه يمكن به حمله عليه وهاهنا تقدم بمنع الشيء بالكلية بقوله «لا ينبغي في أوقاتها أن يعطي المريض شيئا» وهو أعم من منع الغذاء ومنع الشيء لا يمكن بالكلية فإن الحاجة في ذلك الوقت تدعو ولو؟ إلى إصلاح المزاج.
[commentary]
الجواب: منعه هاهنا الشيء بالكلية دليل على صحة جوابها عن الشك الذي قبل هذا على هذا الفصل لأن هذه الحميات لا ينبغي أن تشغل القوة فيها عن مقاومتها بشيء أصلا لأن استعمال القوة بمقاومتها وسببها أهم وأوهى على القوة وأخطر، فإن احتيج في ذلك الوقت إلى ما يصلح المزاج الاضطرار المضمر؟ التقدير.
[commentary]
Bog aan la aqoon
شك آخر: قوله «أو يضطر إلي شيء» يحتمل المنع مع الضرورة ويحتمل الإباحة باستثناء الإضرار.
[commentary]
الجواب: PageVW0P015A قال الرازي في تحقيق معنى قوله «أو يضطره» كلاما يقتضي المنع مع الضرورة وهو أحذر التغذية في وقت النوبة وإن عرض للعليل مغس أو غشي فاعنه بنا يسهل للقيء ويطلق الطبع، وهذا يقتضي المنع، فإن وجدت الضرورة والضرورات ليست كلها مما يوافق فيها المنع فإن الغشي لخلط في المعدة أو بقرب؟ القلب يمكن استعمال القيء وإطلاق الطبع فيه من غير استعمال شيء إما إذا كان لضعف القوة الحيوانية أو لكثرة التحلل والاستفراغ لا يجوز المنع فيه.
[commentary]
قال ابن أبي صادق: أو بمعنى وأن يضطره إلى شيء أي إن كان محتاجا إلى الغذاء البعد عهده به لئلا يتضاعف عليه بلية الحمى.
[commentary]
وأقول: لأن يتضاعف عليه الحمى مع بقاء قوته بما يتناوله أولى من ضعف قوته بالمنع منه مع بقاء الحمى، فإن القوة إذا بقيت أمكن بها دفع المريض وإن زاد أمره، ومتى ضعفت تمكن منها المرض وإن ضعف فلهذا مع الضرورة يجب التناول خصوصا إن كان غدا؟ دوائيا؟ يجمع بين حفظ القوة وإصلاح المزاج بمقاومة الحمى والاضطرار في كلامه، وكلام الرازي محمول على الحاجة إلى الغذاء وهو في كلام أبقراط أعم كما بيناه، فلذلك يدخل فيه الضرورة PageVW2P133B إلى الماء وهو على قواها يجب أن يمنع منه أيضا، فتبين هذا فساد حمل أو يضطره على وأن يضطره كما ذهبنا إليه، وقد أتى أبي صادق بنوع آخر من التناول وأبعد فيه.
[commentary]
قال: وجدت في بعض الشروح المنطقية أن كلمه أو في لغة اليونينيين تستناب مناب كلمة إلأ فيكون لهذا الفصل زيادة على الفصل المتقدم PageVW0P015B أن العليل لا يغتذي في ابتداء النوائب إلا أن يضطر في الندرة مالحال في الحميات العشيية؟ على رقة الأخلاط.
[commentary]
Bog aan la aqoon
ونقول: إذا كانت كلمته أو في اليونانية تستناب إلا وقد جاءت في هذا الموضع، فلو كانت بهذا المعنى فيه لكان معها قرينة تصرفها إليه وكانت ثقلت لذلك، وقوله إنها جاءت بمعنى إلا لا يعطي المعنى إلا أن يضاف إلى الألف والنون فيصير إلا أن كما ذكرنا في كلامه، وذلك غير ما ذكر أنه وجد من معناها، وإن/ا كلمه أو في هذا الموضع وجدناها على حالها وهي كلمة غريبة، فلنتكلم عليها من جهة لغتنا التي فيها من الاتساع بتقديرين أحدهما بمعنى إلا أن والثاني بمعنى إلى أن، وذلك كقول القائل لا لزمتك أو تقتضي. وقول الشاعر؟ «وكنت إذا غمزه فتاه قوم كسرت كعوبها أو يستقيما» إي إن كان معناها الاستثناء من المنع من تناول شيء مع اشتداد النوبة إلا مع الاضطرار، وعلى معنى إلى أن يريد به البقاء على المنع إلى حين وجود الضرورة فيكون معنى قوله أمنع المريض شيء في وقت اشتداد النوبة إلا أن يدعو الضرورة.
15
[aphorism]
قال أبقراط: الأشياء التي ينبغي أن تستفرغ يجب أن تستفرغ من المواضع التي هي إليها أميل بالأعضاء التي التي تصلح لاستفراغها.
[commentary]
الشك: تخصيص ميل المواد بالجهة إما لطبع المواد كحركة الصفراء إلى فوق والسوداء إلى أسفل PageVW0P016A وإما بدفع الطبيعة لها ولا يتخصص فجهة ميل المواد بطبعها وما إلى قرب أملنا؟ قد؟ منها؟ إلى خارج، فهذه الثلاث كل منها يحتمل أن يحمل ميل المواد عليه وأن يراعى؟ أمره في حال الاستفراغ ويختلفه وقد يتفق وليس في الكلام ما يدل على إلى هذه المعمول على مراعاته.
[commentary]
الجواب: كل واحد من الاحتمالات الثلاثة يجب العمل به في موضعه إلا أن الاعتبار منها بما يحتمله كلامه، وإاذ وجد بعد غيره ترحح؟ عليه إما مراعاة جهة ميل المواد الطبيعي لها إذا وجد الاستغراغ الطبيعي PageVW2P134A مخالفا لها فلا اعتبار لها مع فعل الطبيعة لأن ما يهيأ؟ للطبيعة وسهله فهو الأسهل والاتباعه الأولى وإن كان الاستفراغ من الطبيعة ليس قويا في كلامه بقوله «يجب أن تستفرغ» بذلك الاستفراغ الصناعي فخرج ما يكون منه من فعل الطبيعة. وأما مراعاة جهة ميل المواد إذا وجد مع قربها إلى بعض المنافذ إلى خارج وهو خلاف جهة ميلها فمراعاة أولى من مراعاة جهة لأنه يبعده من مصرف ذلك الخلط بطبعه لا يؤمن أن يقف في بعض طريقه لاستضعافه أو يقف منه شيء أو يميل إلى بعض الأعضاء الرئيسة أو الشريفة فيضر به فلذلك الأصواب إجراجه من أصوب الطرق منه إلى خارج فتبين حمل كلام الفاضل أبقراط عليه ويكون معنى قوله «يجب أن تستفرغ من المواضع التي هي إليها أميل» أي من المنافذ التي هي إليها أقرب.
16
[aphorism]
Bog aan la aqoon
قال أبقراط: إنما ينبغي لك أن يستعمل الدواء والتحريك بعد أن ينضج المرض فأما ما دام نيا وفي أوله فلا ينبغي PageVW0P016B أن يستعمل ذلك إلا أن يكون المرض مهتاجا.
[commentary]
الشك: قال محمد بن زكريا الرازي: هذا الفصل قد أضل كثيرا من الأطباء بأن لا يعطي المسهل في ابتداء العلة وضرر ذلك عظيم فإن أحوج ما يكون الطبيعة إلى معونة الطبيب بإخراج الفضل قبل استيلاء الطبيعة عليه بالإيضاح؟ لأن الطبيعة إذا أنضجت المادة استغنت عن المعونة والسهل في هذا الوقت ضار لإنهاك القوة وأراد أبقراط بما ذكره الأورام الراسبة لا أخلاط الحمى المنبتة؟ في العروق، فإنه إن فهم هكذا ألزم مناقضة والأصوب أنه لا يؤخر الإسهال متى احتيج إليه لا في محرقة؟ ولا غب ولا بلغمية ولا ربع إذا لم يكن عن أورام وقد جريت؟ ذلك فوجدته ظاهر النفع جدا وبالضد.
[commentary]
الجواب: عما قاله أما قوله «أحوج ما يكون الطبيعة إلى إخراج الفضل قبل استيلاء الطبيعة عليه بالإيضاح؟» فحق لو أمكن فإن الدواء ما عسي أن يفعل والطبيعة بعد مقهورة بالمرض ومادته، ولم يظهر لها فيهما عمل بعد، وليس جذب المسهل للخلط يتم من غير تهيؤ؟ من الخلط وإني به؟ ولو أمكن انجذاب الخلط بالدواء ووا؟ تأجذبه؟ لسبقه فعل الطبيعة بدفعه ولمأ لا يراتي؟ الطبيعة في الاندفاع فبالأولى أن لا يراتي؟ المسهل في الانجذاب، ولذلك متى استعملنا المسهل والمادة بعد نية أضعف القوة بما يجذبه مما يصادفه في الأعضاء من الشيء الصالح متهيأ لتغذيتها وبما يحلله من الروح وربما زعزع الخلط من مكانه أو بعضه PageVW2P134B فاندفع إلى بعض الأعضاء PageVW0P017A الرئيسة أو الشريفة فتضاعفت بلية وقوله «لأن الطبيعة إذا أنضجت المادة استغنت عن المعونة والسهل في هذا الوقت ضار لإنهاك القوة» إن عني باستغنائها عن المعونة بالإيضاح فحق وإن عنى به المعوة عاى إخراج الفضل فليس بحق لأن القوة المنضجة غير الدافعة، وقد يقوى الواحد منها ولا يلزم من قوتها قوة الأخرى، فلذلك قد يتم النضج ولا يكون دفع أولا يتم وحينئذ يحتاج إلى الاستفراغ لتحرك القوة الدافعة وبينها على إصدار فعلها ولمثل هذا نظر في الطبع وهو حال الأمعاء وتهيؤ المندفع فيها للاندفاع، وقد لا يندفع دون انصباب الصفراء المنحدرة من المرارة إليها فيبحثها؟ على الدفع ويحركها إليه، ولو لا ذلك لتخلفت تلك الفضلات في الأمعاء وأفسدت أحوالها، وكذلك يجري حال المسهل بعد تكميل الطبيعة الإيضاح وتقصيرها في جانب الدفع ويكون في هذه الحال بخلاف ما ذكره لا زالته المؤذي عن القوة لا منها لها. وقوله «وأراد أبقراط بما ذكره الأورام الراسبة لا أخلاط الحمى المنبتة؟ في العروق، فإنه إن فهم هكذا ألزم مناقضة» لو أراد ذلك لكان تعلق استثنائه بكل ما عداها من الأمراض المادية لا بالأمراض الهائجة فقط، ولو أراد في الاستثناء الحميات التي ذكرها لذكرها مع الهائجة، وإذا كان اعتبار النضج مختصا بالأورام الرابسة وعدم اعتباره في الحميات التي ذكرها خرجت بقية الأمراض المادية عن حكمها ويحتاج إلى اعتبار ثالث. وقوله «لأنه إن فهم هكذا ألزم مناقضة» PageVW0P017B يعني إن فهم ما قاله أبقراط الإطلاق لا على معنى كلامه لزم مناقضة الفصل الذي يقول فيه المقالة الأولى من هذا الكتاب ما دام المرض في ابتدائه فإن رأيت إن؟ تحرك شيئا فحرك. فإذا صار المرض إلى منتهاه فعند ذلك ينبغي أن يستقر المريض ويسكن.
[commentary]
وأقول ‘ن هذين الفصلين قد تحير؟ فيهما كثير من كبار الأطباء ولم يأت أحدهم بالجامع بينهما جمعا مخلصا للتنافض المتوهم فلنجمع نحن بينهما حسب ما يتسر؟ لنا. أما قوله «إنما ينبغي أن يستعمل الدواء والتحريك بعد أن ينضج المرض» فأراد به استعمال الدواء والتحريك على واجبه ثم أعقبه بتعريف الوقت الذي ينهي؟ عن استعمال ذلك فيه بقوله «فأما ما دام نيا» يعني لم يكن للطبيعة نية عمل تنضج النية. وأما قوله «ما دام المرض في ابتدائه فإن رأيت أن تحرك شيئا فحرك (i)» فإنه عرف به الوقت الذي PageVW2P135A يستعمل فيه الدواء من أوقات للمرض فقال «ما دام المرض في ابتدائه» أراد بالابتداء فيه غير الأول المذكور في الفصل الأول «ما دام المرض نيا» وهذا الوقت هو أول الابتداء، فإذا ظهر في المرض أدنى نضج خرج تعلق النهي باستعمال الدواء المسهل في المرض بهذا الوقت. وأما الابتداء الذي ذكره في قوله «ما دام المرض في ابتدائه» وهو الذي أشار باستعمال التحريك فيه فإنه يريد حمله الزمان من حين ظهور النضج في المرض إلى منتهاه فإنه قسم مدة المرض على حكمه إلى وقتين وقت أجاز؟ فيه استعمال الدواء وهو من ابتداء المرض إلى منتهاه وسماه ابتداء فإن البدن أجوح PageVW0P018A ما يكون إلى التخفيف عنه والمرض في زيادته والطبيعة قد هيأت المادة بعض التهيأت؟ بأخذها في أيضاحها وقعت منع من ذلك فيه وأمر فيه بالاستقرار والتسكين وهو من المنتهى إلى آخره، والدليل على صحة ما أوردناه من حمل الابتداء على ذلك الزمان جميعه؟ قوله «ما دام المرض في ابتدائه فإن رأيت أن تحرك شيئا فحرك» ولم يذكر التزيد لأنه في هذا حكمه حكم الابتداء بل قال فإذا صار المرض إلى منتهاه نقسم المرض بحسب ذلك إلى الابتداء والمنتهى لا غير. قال «ينبغي أن يستقر المريض ويسكن» فدل ذلك على أن حمله زمان التحريك هو حمله الزمان الذي قبل المنتهى وبزمان الاستقرار والتسمين منه إلى ما بعده وبذلك ارتفع التناقض وتبين معنى كلام الفاضل أبقراط.
[commentary]
الشك: أنه لم يستثن مما يعتبر فيه النضج لمواد الأمراض المادية المستفرغة بالدواء سوى الأمراض المياجة، وقد يتفق سواها ويحوج إلى عدم اعتبار النضج فيه كما إذا كان عدم النضج لكثرة المواد فينبغي أن تبادر إلى بعضها لتنهض الطبيعة بإيضاح باقيها ، وكما إذا كانت المواد في تجويف المعدة والأمعاء ونواحيها، فإنه لا يحتاج في استفراغها بالدواء إلى اعتبار نضجها.
[commentary]
Bog aan la aqoon
الجواب: أذي للمواد للقو’ قد يكون إما بكيفيتها أو بكميتها أو بغير ذلك ومعها الخوف؟ على القوة وبذلك يدخل تحت الهائج فيكون كذلك أذي الكمية أيضا داخل في الاستثناء. وأمأ المواد التي تكون في تجاويف المعدة والأمعاء ونواحيها PageVW0P018B فليس مما تعتبر فيه النضج لأنها محصلة في تجتويف قوية الدفع قريبة النفوذ إلى البرود؟ متعلق بما هو من المواد معتبر فيه ذلك، وإن/ا أمر باستفراغ ما استثناه مع أن النضج غير معتبر فيه للضرورة كأنه قال إنما ينبغي أن يستعمل الدواء والتحريك بعد أن ينضج المرض الذي النضج معتبر فيه، وهذا لا يعتبر فيه فليس لهذا الفصل PageVW2P135B به تعلق.
17
[aphorism]
قال أقبراط: ليس ينبغى أن يستدل على المقدار الذي يجب أن * ينقى (24) من البدن من كثرته لكنه ينبغي أن يستغنم الاستفراغ ما دام الشيء الذي ينبغي أن يستفرغ هو الذي يستفرغ والمريض محتملا له بسهولة وخفة وحيث ينبغي فليكن الاستفراغ حتى يعرض الغشي وإنما ينبغي أن يفعل ذلك متى كان المريض محتملا له.
[commentary]
الشك: إذا جعل الغشي جدا للاستفراغ في هذا الموضع كما جعله جالينوس أشكل بأمرين أحدهما أن الشيء الذي يجب أن يستفرغ منه قد يفرغ قبل حدوث الغشي فإذا أسند؟ تم الاستفراغ بعد فراغه إلى أن يحدث الغشي أتلف صاحبه ، الثاني أن الغشي قد يحدث للتحلل أو لتضرر فم المعدة بالاستفراغ ومشاركة القلب له في الضرر والشيء الذي يجب استفراغه بعد باق فلو قطع الاستفراغ بعد حدوثه لا ضر بذلك البدن لحاجته إلى الاستفراغ بعد.
[commentary]
الجواب: أن إيراد أبقراط الغشي هاهنا على طريق أنه حد للاستفراغ لكن على طريق المبالغة في التأكيد والحث؟ على ترك هذا الاستفراغ بحاله وإبقائه على طريقته، ولو عرض PageVW0P019A الغشي الذي هو أقصى ما يحصل من صعوبة الاستفراغ فيكون تقديره هكذا وحيث ينبغي فليكن الاستفراغ وإن عرض الغشي، وإذا لم يكن حدا؟ فلا يلزم اعتباره في كل موضع من مواضع هذا الاستفراغ بل الغاية في الحد بقاء البدن سواء كان مع غشي أو من غير غشي.
18
[aphorism]
Bog aan la aqoon
قال أبقراط: قد يحتاج في الأمراض الحادة في الندرة إلى أن يستعمل الدواء المسهل في أولها وينبغي أن يفعل ذلك بعد أن يتقدم فتدبر الأمر على ما ينبغي.
[commentary]
الشك: الذي يحتاج من الحادة إلى استعمال المسهل في أولها إن كان الهائج كما ذكر جالينوس فبينه وبين الحكم فيه بتقديم تدبير ما ينبغي على الاستفراغ تناف؟ من جهة عدم إمهال الأمراض المهياجة إلى تقديم تدبيرها بما ينبغي وإن كان الحاد المطلوب في الفصل غيرها وتمهل إلى تقديم ما ينبغي من التدبير على الاستفراغ فلا يحتاج إلى استعمال المسهل في أولها إذ الذي يحتاج إليه في أوله إن/ا هو للمهياج من الحادة لا كلها.
[commentary]
الجواب: لم يرد أبقراط بالحادة ههنا المهياجة لوجود الأول أنه قد فرق في كلامه بين المهياج والحاد بالقول المطلق والحاد جدا في الغاية القصوى ولهذه عنده مراتب فلو أراد في كلامه الممهياج في أوله فلو أراده هاهنا لتكرر كلامه بلا فائدة. الثالث قوله هاهنا وإن/ا ينبغي أن يستعمل ذلك بعد أن يتقدم فيدبر الأمر على ما ينبغي والتقدم بتدبير ما ينبغي غير معتبر في الحادة PageVW2P136A لعدم إمهالها لذلك إذا عرف ذلك عرف أنه لا يريد بالحادة هاهنا للهياجة ويكون المراد بها الحادة بالقول المطلق ويحتاج إلى استعمال المسهل في أولها إما لكثرة موادها تتنقص؟ أولا أو لميلها إلى الجهة العالية كالدماغ فيمال إلى عكس جهة ميلها بالدواء المسهل، ومع ذلك فإن هذه الأمراض يمهل تشرك؟ الاستفراغ فيها إلى أن يتقدم بالتدبير الواجب على الاستفراغ لأن حركتها ليست في غاية السرعة والأمر الواجب له لتقديم هاهنا ينبغي أن لا يفهم منه النضج بل تفتح طريق ما يسهل الدواء ك‘خراج الفضل من الأمعاء ونحوه وبهذا ينبت فائدة زائدة على فائدة حمل الحاد هاهنا على المهياج.
19
[aphorism]
قال أبقراط: إن استفراغ البدن من النوع الذي ينبغي أن ينقى منه البدن نفع ذلك وسهل احتماله، وإن كان الأمر على ضد ذلك كان عسرا.
[commentary]
الشك: يتوجه على هذا الفصل الشك بمقتضي قول جالينوس وهو أن هذا الفصل محصور في الفصل الذي قال أبقراط فيه إن كان ما يستفرغ من البدن عند استطلاق البطن والقيء الذين يعونان طوعا من النوع الذي ينقى منه البدن نفع ذلك وسهل احتماله، وإن لم يكن كذلك كان الأمر على الضد، وهذا إذا كان محصورا في ذلك فقد تكرر معناه ولا حاجة إلى تكرره لأن به يبقى ذكر أحد الفصلين.
Bog aan la aqoon
[commentary]
الجواب: تبين ذلك بإثبات المعايرة؟ بين الفصلين والمعايرة؟ بينهما من وجهين الأول أن الأول يتضمن الحكم نفع ما يستفرغ من البدن من المعدة والأمعاء من النوع الذي يجب جروجه من البدن وهذا يتضمن الحكم ينفع المستفرغ من النةع على الإطلاق الثاني وهو البين أن الأول يتضمن الحكم ينفع المستفرغ من النوع من جهة الطبع فيظهر ذلك من قوله طوعا والثاني يتضمن الحكم ينفع المستفرغ من النوع من جهة الصناعة ويظهر ذلك من قوله إن استفرغ البدن وإذا تبين وجه المعايرة بطل الشك بالتكرار.
المقالة الثانية
20
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان النوم في مرض من الأمراض يحدث وجعا فذلك من علامات الموت، وإذا كان النوم ينفع فليس ذلك من علامات الموت.
[commentary]
الشك: الحكم على النوم المحدث للوجع أنه من علامات الموت زائد عما ينبغي فيه لأن النوم إذا أثار بخارا حارا ملأ الرأس PageVW2P136B فأحدث لبعض المرض صداعا لم يكن فقد أخذت رجعا، وهذا ليس من علامات المةت، ولذلك الحكم على فغعه؟ أنه ليس من علامات الموت.
[commentary]
الجواب: أمأ حكمه على أن أضرار النوم في المرض من علامات الموت فليس مطلقا في جميع الأمراض حتى يكون فيه زيادة على ما ينبغي لكن حكمه بذلك إنما هو في الأمراض الخاصة يتحل؟ النوم وليس كل أمراضه بل الخطر في التي يكون معها مثل هذه العلامة من علامات الموت كالسرسام الذي زيادة انحداره فيه في الباطن يزيد؟ الاختلاط فيه ويدل على هذا التحقيق قوله بعد هذا متى سكن؟ النوم اختلاط الذهن فتلك علامة صالحة، ولم نقل متى سكن النوم من مزمنا؟ من الاختلاص؟ فتبين من هذا أنه يريد بكلامه في الاستدلال بالنفع على حال محله لا حال محل غيره ولأن ضرر ذلك العضو من الأعضاء البدنية بل إنما يختص دلالته العضو الذي هو الته؟ ومحله لا غير ويشترك دلالته بين أعضاء كثيرة لا تعلق بينهما وبينه، فلذلك إنما يعتبر صحة الحكم بأن النوم يكون من علامة الموت إذا أراد الضرر به فيما يتعلق محله؟ لا غير، وكذلك قوله وإذا كان ينفع فليس ذلك فإنه لخطر هذه الأمراض لا يمكن الجوهر؟ مع جوده علامة واحدة فيها يدل على خير بالجود وهو بالصلاح بل يكفى فيه سلب أنه من علامات الموت ولا يلزم مع ذلك أن لا يكون الخطر باقيا أو لا يكون للموت علامات أردأ.
Bog aan la aqoon
21
[aphorism]
قال أبقراط: الأشياء التي ينبغي أن تستفرغ يجب أن يستفرغها بالأعضاء التي هي إليها أميل بالأعضاء التي تصلح لاستفراغها.
[commentary]
الشك: مثل المواد قد يكون بطبعها كميل الصفراء إلى الجهة العالية لحفتها والسوداء إلى الجهة السافلة لثقلها. وقد يكون بإمالة الطبيعة لها لتخرجها من منافذ خاصة، وقد مخالف كل واحد من الأمرين الآخر كتمييل الطبيعة المواد السوداوية إلى الجهة العالية والصفراوية إلى السافلة فإذا تعارضا في حال فإن عمل قصد الطبيعة فيها كان فيه خلاف ما يقتضيه ظبيعة المادة من الميل كان فيه خلاف قصد الطبيعة فيعسر أيضا حركتها لقوى؟ الطبيعة على خلاف الجهة المقصودة.
[commentary]
الحواب: ليس المقصود يميل المواد المشار إليها في هذا الفصل ما استحقه منه بطباعها، فإنها لا حركة بنفسها لكن بتحريك الطبيعة المدبرة لها تحريكها المواد اللطيفة إلى الجهة العالية أسهل من الغليظة لمعونة الخفة والغليظة إلى الجهة السافلة أسهل من اللطيفة لمعونة الثقل، وإذا كان الفصل PageVW2P137A للطبيعة بفصلها؟ في الإمالة إذن هو المعتبر إذ هي على التصرف في سهولة تنفيذ المواد إلى الطريق الموافقة بخروجها أقدر وأعمل حتى في تنفيذ السهام من العظام والمدة من الطريق المأمزنة حتى بخروجها من أقرب المنافذ؟ إلى خلاج، فلذلك ميل المواد بطبعها لا يعارض مثلها من جهة الطبيعة بل اعتبار ذلك ملغى؟ مع هذا الاعتبار، ولهذا اشترط هذا الميل بالأعضاء التي تصلح لاستفراغها يعني إذا كان عملها على هذا الشرط عملا طبيعيا مثلما؟ إذا كان اندفاع؟ مواد المقعر من الكبد إلى جهة الأمعاء والمجذب؟ إلى جهة الكلى والفضلات الدماغية؟ من أعلى الحنك والأنف لا في حال عملها فيها على خلاف ذلك بمثل أن يكون المواد إلى جهة بعض الأعضاء الرئيسة أو الشريفة ففي الأول معان فعل الطبيعة بالاستفراغ الصناعي وفي الثاني يقاوم ويقسر إلى خلاف مصيرها بها وبذلك اندفع الشك.
22
[aphorism]
قال أبقراط: من يوجعه شيء من بدنه ولا يحس بوجعه في أكثر حالاته فعقله مختلط.
Bog aan la aqoon