ثم قال: أما بعد: فتعالى النور الملك العظيم، فليت شعري أي تعال يثبت لمن هو في أسفل التخوم!! ومن هو مختلط عنده بكل مذموم، من الأنتان القذرة، والبول والعذرة، وبكل ظلمة هائلة، وأوساخ سائلة، مرتبط في الأسافل، مزلزل فيها بأمواج الزلازل، لا يطيب منها نتنا، ولا يعيد قبيحا حسنا، ولا هائلا أنسا، ولا سائل بول يبسا.
أي ملك لمن لا يملك إلا نفسه وحدها ؟! ولا يستطيع رشدا إلا رشدها! ولا يتخلص من مرتبط عدو! ولا يقدر على النجاة من سو! وأي عظمة تحق لمناوئ ضده بالمباشرة ؟! ولم يعل عدوه بغلبة - له عن مباشرته - قاهرة، ومن فرقته المناوآة أعضاء ؟! ومزقته المحاربة أجزاء ؟! ومن حطه حربه من أعالي العلى ؟! إلى بطون الأرض السفلى ؟!!
ثم قال زعم: الذي بعظمته وحكمته ونوره عرفه أولياؤه. فليت شعري أنور أولئك عنده أم ظلمة ؟! فإن كانوا نورا فهم أجزاؤه، أو ظلمة فتلك - زعم - أعداؤه، فهو الذي لا ولي له في قوله، ولم يؤمن عليه الفناء بعد زواله، عما كان معهودا من حاله، ومع ما صار إليه من انتقاله، عن دار أودآئه، إلى دار أعدائه .
فيا ويل ابن المقفع، أي مشسع عن الحق شسع، وأي متطوح من الضلالة تطوح، وإلى أي طحية من العماية تروح.
Bogga 140