يُحتاج فيه أن تُبْتذَل فيه آياتُ الله وأسماؤه هذا الابتذال.
الوجه الثامن: أنَّ هذا الدعاء لو كان سائغًا مشروعًا لم يكن مشروعًا إلا لمن يقصدُ ركوبَ البحر، فأما الدعاء به في المساجد والبيوت وغيرها من غير ركوب البحر، فإنه لا يفعله إلا جاهل لا يفقه ما يقول، أو يستهزئ بالله، وعلى التقديرين (^١) فيستحقّ العقوبةَ على ذلك، كمن يقول وهو لا يريد الركوب: «اللهم سَخِّر هذا الفيل وهذا الجمل وهذا الفَرَس والبغل والحمار» وليس هناك شيءٌ من الدواب، ولا هو يقصد ركوبَه! فإنَّ هذا إمَّا جاهل بما يقول أو مستهزئ بمن يناجيه!
أو يقول ــ ولا طعام عنده وهو لا يريد الأكل ــ: «اللهم أطعمني من هذا الطعام».
الوجه التاسع: أن هذا فيه انتزاع آيات من القرآن ووضعها في غير موضعها، وآيات أنزلت لمعاني استُعْمِلت في غير تلك المعاني، وهذا إن كان سائغًا فيسوغ بقدر الحاجة، فأما أن يُجْعَل ذلك حِزْبًا [م ١٨] يُتلى كما يُتلى القرآن، ويُجْتَمع (^٢) عليه في أوقات معتادة، فهذا لا يسوغ (^٣).
وقد تنازع الناسُ في قراءة «آيات الحَرَس» (^٤) مع أنها قرآنٌ محض لم