Jawaabta Kuwa Yiraahda Jannada iyo Naartu Way Dhamaanayaan

Ibn Taymiyya d. 728 AH
73

Jawaabta Kuwa Yiraahda Jannada iyo Naartu Way Dhamaanayaan

الرد على من قال بفناء الجنة والنار وبيان الأقوال في ذلك

Baare

محمد بن عبد الله السمهري

Daabacaha

دار بلنسية

Lambarka Daabacaadda

الأولى،١٤١٥

Sanadka Daabacaadda

هـ - ١٩٩٥م

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

عن النبي ﷺ أنه قال: "لن يدخل أحد منكم بعمله الجنة" قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل" (١) . والله تعالى في غير موضع يذكر آلاءه وإحسانه ونعمه على عباده، ويأمرهم أن يذكروها، ويأمرهم أن يشكروها. والعبد قد نهي أن يمن بصدقته بقوله تعالى: ﴿لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى﴾ (٢) لأن المتصدق في الحقيقة إنما أحسن إلى نفسه لا إلى المتصدق عليه، فإنه لولا أن له في ذلك منفعة وأجرا وعوضا لم يتصدق عليه، فصار كالذي يخدم المماليك بأجرة يأخذها من سيدهم ليس بمحسن إليهم. وأيضا فإن المصدق الله هو المنعم عليه بما يسره الله للإحسان إلى نفسه وعليه أن يشكر الله تعالى ويرى أن الله هو المحسن إليه، فإن نظر إلى الفعل فالله خالقه، وإن نظر إلى غايته فهو يطلب جزاءه وعوضه من الله، وإن نظر إلى المحسن إليه فهو المحسن إلى نفسه، والله أحسن إليه أن جعله محسنا إلى نفسه لا ظالما لها. فلهذا كان منه على المخلوق ظلما أبطل به صدقته، والله هو المنعم على عباده حقيقة بالنعمة، والشكر عليها إذا أعانهم على شكره وجعلهم شاكرين بنعمته، بثواب الشكر "١١ - أ"، فكل ذلك تفضل منه وإحسان من غير أن يكون له على ذلك عوض يأخذه من غيره، لا (٣) من المحسن إليه ولا من غيره فهو المنعم حقيقة، وإن كان له في الإنعام حكمة يحبها ويرضاها، فتلك الحكمة منه، فما لأحد عليه منة وهو الجواد المحض وهو سبحانه ليس كمثله شيء. وللناس كلام في الجود والإحسان ومن يفعل لحكمة ومقصود هل هو جواد

(١) "صحيح البخاري" مع شرحه "فتح الباري" - كتاب الرقاق - باب القصد والمداومة على العمل ١١/٣٠٠ "وصحيح مسلم" واللفظ له، حديث رقم ٢٨١٦-٤/٢١٦٩ من رواية أبي هريرة. (٢) سورة البقرة، الآية: ٢٦٤. (٣) في الأصل "ولا من المحسن" والمعنى مستقيم بدون حرف الواو.

1 / 86