فإذا أنفذه (١) الرجل فقد نفذ ما عنده، إن كان لم يعدم، بل يعدم، بل انتقل من حال إلى حال (٢) .
وفي "تفسير علي بن أبي طلحة (٣) الوالبي" "٥/أ"، عن ابن عباس - وهو معروف مشهور، ينقل منه عامة المفسرين الذين يسندون كابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم، وعثمان بن سعيد الدارمي، والبيهقي والذين يذكرون الإسناد مجملا، كالثعلبي، والبغوي، والذين لا يسندون كالماوردي، وابن الجوزي، قال: قوله: ﴿النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾ (٤) .
قال: "وفي هذه الآية إنه لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه، ولا ينزلهم جنة ولا نارا" (٥) .
قال الطبري (٦): "وروي عن ابن عباس أنه كان يتأول في هذا الاستثناء:
_________
(١) تحته بهامش الأصل ما نصه "أنفذه" مع الإشارة لكونها هكذا في نسخة أخرى.
(٢) " قوله من حال إلى حال" هذا نهاية المقطع الأول من مخطوطته "س" وأشار إليه بقوله "انتهى" انظر صورة المخطوطة في مقدمة الشيخ الألباني لكتاب "رفع الأستار للصنعاني" "ص١١، ٥٤".
(٣) مقابلة بهامش الأصل ما نصه "طرة" "الوالبي ثقة، لكنه لم يدرك ابن عباس، إنما أخذ عن أصحابه، والله أعلم، وأرسل عنهم" اهـ. وكلمة "طرة" معناها الوريقة التي تلحق بالمخطوط، فالمعنى: أن لكلام المذكور وجد بوريقة صغيرة ملحقة بالأصل المنقول عنه تلك النسخة هـ.
أقول: وتوثيق علي بن أبي طلحة صرح به العجلي، ولكن تكلم فيه محمد بن عبد الله بن نمير ولخص ابن حجر حاله بقوله: صدوق يخطئ، تهذيب التهذيب ٧/٣٣٩ والتقريب ٢/٣٩.
(٤) سورة الأنعام، الآية: ١٢٨.
(٥) سيأتي الحكم على هذا الأثر قريبا "ص ٥٨".
(٦) " تفسير الطبري - جامع البيان" ٨/٣٤.
1 / 57