Jawaabta Kuwa Yiraahda Jannada iyo Naartu Way Dhamaanayaan

Ibn Taymiyya d. 728 AH
36

Jawaabta Kuwa Yiraahda Jannada iyo Naartu Way Dhamaanayaan

الرد على من قال بفناء الجنة والنار وبيان الأقوال في ذلك

Baare

محمد بن عبد الله السمهري

Daabacaha

دار بلنسية

Lambarka Daabacaadda

الأولى،١٤١٥

Sanadka Daabacaadda

هـ - ١٩٩٥م

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

الوجه الثالث: أن يقال: كون الشيء ماضيا، ومستقبلا أمرا إضافي بالنسبة إلى المتكلم المخبر، فيما مضى قبل كلامه، كان ماضيا، وما يكون بعده يكون مستقبلا، وبنسبة أحدهما إلى الآخر، فالماضي ماض على ما يستقبل، والمستقبل مستقبل لما قد مضى، وما من ماض إلا وقد كان مستقبلا، وما من مستقبل إلا وسيصير ماضيا، فليس ذلك فرقا يعود إلى صفات النوعين، حتى يقال: إن أحدهما ممكن، والآخر ممتنع، بل هذا الماضي كان مستقبلا، وهذا المستقبل يصير ماضيا، فتتصف كل الحوادث بالمضي والاستقبال، فلم يكن في ذلك ما هو لازم للنوعين يوجب الفرق بينهما. وبسط الكلام على ذلك له موضع آخر (١) . "والمقصود هنا: أن هذا القول "هو القول بفناء الجنة، والنار قول لم يعرف عن أحد من السلف: من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا عن أحد من أئمة المسلمين، والذين قالوه لم يقولوه تلقيا له من خطاب الرسول ﷺ. وإعلامه وبيانه، ولا من قياس معقول دل عليه الرسول، وإنما قالوه عن قياس قاسوه بعقولهم، وهو خطأ في نفس الأمر" (٢)، وإن كان قد اشتبه على كثير من أهل الكلام فاعتقدوه حقا، حتى بنوا عليه وجوب حدوث ما لم يخل من الحوادث، بل وجوب حدوث ما تقوم به الحوادث "١٣/ب". ومن هذا قالوا: إن القرآن مخلوق هو، وغيره من كلام الله، وإن الله يمتنع أن يكون لم يزل متكلما إذا شاء، وعليه - أيضا - بنوا نفي الصفات، لأنها أعراض

(١) انظر: الصفدية لشيخ الإسلام ابن تيمية ٢/٣٠-٣٢. (٢) ما بين القوسين ذكره ابن القيم في "حادي الأرواح" الباب: ٦٧ ص٣٤٣ بتصرف.

1 / 49