Buugga Jawaabta iyo doodda ee ku saabsan Xasan bin Muxammad bin Xanafiya
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
Noocyada
وقال سبحانه: {وكل شيء فعلوه في الزبر} [القمر: 52]، فسمى أفعالهم شيئا، فقد أوقع في الزبر، والزبر هي: الكتب. وقد قال ابن عباس: إن الزبر التي ذكر الله أن أفعالهم فيها هي هذه الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه؛ من التوراة والإنجيل، والفرقان الكريم الجليل. ونحن فنقول: إن الزبر هي: الكتب التي ذكر الله في قوله: و{ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} [الإسراء: 13 14]، وفي قوله: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} [الجاثية: 29]. فهذه التي ذكر الله من الكتب عنده، وأنه يظهرها يوم دينه وحشره؛ هي: الزبر التي ذكر الله أن أفعالهم فيها، لا ما قال ابن عباس من أنها هي المنزلة على أنبيائه، من توراته وإنجيله، وما نزل على محمد من فرقانه، ألا تسمع كيف يقول: {وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر} [القمر: 52 53]، وهذه الكتب المطهرة، من التوارة والإنجيل والفرقان المكرمة؛ ففيها بعض ما فعل العباد، وكثير منها لم يقص خبره، ولم يذكر جل جلاله أمره، كما قال ذو العزة والأياد، ورافع السماء وداحي الأرض ذات المهاد: {منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك} [غافر: 78]، وقال: {نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون} [القصص: 3]، يريد: نقص عليك بعض خبرهما، وما كان من محاورتهما وأمرهما. وقال سبحانه في اهل الكهف، وما كان من سؤال قريش للنبي عنهم، فقال الله في ذلك: {إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا } [الكهف: 21 22]. (وقال سبحانه: {منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك} [الطور: 13]، وقال: {من نبأ موسى وفرعون} [النحل: 89]) (1)، فأخبر نبيه صلى الله عليه وآله بما كان من قول أهل بلدهم فيهم، وقص عليه قبل ذلك ما كان من فعلهم في أنفسهم رحمة الله عليهم، واعتزالهم إلى الكهف، واخلاصهم لله دينهم(2)، ثم أمره بأن لا يماري فيهم إلا مراء ظاهرا وكتمه عدتهم، ثم قال: {قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل}، ففي كل ذلك يخبر(3) أنه لم يعلمه صلى الله عليه وآله، ولم يخبره في كتابه من أخبار من مضى، وفات في قديم الدهر وانقضى؛ إلا باليسير من القصص دون الكثير، ويدل على أن ما لم يقص عليه من أخبار الأمم الماضية، والحقب الخالية(4)؛ أكثر مما قص وأعظم، وأطول وأطم، وكل ذلك فدليل؛ من الله في واضح التنزيل؛ على أن ما ذكر الله من الزبر، التي فيها كل ما فعله العباد مستطر؛ غير هذه الكتب التي ذكر فيها جزءا، وترك ولم يذكر بعضا، لأن ما جمع فيه كل شيء؛ بخلاف ما جمع فيه بعض شيء؛ إذ نصف الشيء أو بعضه، خلاف الشيء كله.
Bogga 317