============================================================
والفتوحات الميسرة وخذلان الكفرة مالا اعطي لسلطان قبله وجمع له بين حسن الفعال والشجاعة والكرم والاقدام وحسن الصورة ان يسطر في صحائف حسنات ايام سلطنته الشريفة محو اثار يشهد به الديوان المعمور وما اشبه ذلك من هذا الهذيان الذي اصطلح عليه الاقباط الجهال بمصر والشام: كما قال بعض الفضلاء في قول الحسن بن ها ني المعري اصاحت فقالت وقع اشرد شيضم وان كانت هذه الالفاظ من اللغة الغربية مقولة منقولة فهو يشبه رقا العقارب فانه غاية الامر فيما قاله انها تسمعت مشي حافر فرس: فكذلك امطلاح الاقباط على تيك الهذيانات والخزعبلات الغريبة الالفاظ ،فاذا شرحت كانت كاقل مقدمة نحو يحفظها اصغر اولاد المسلمين في المكاتيب . واذا سافر الحاذق من الذين اتقنوا ذلك الاصطلاح الى العراق او الروم او العجم لم ينتفع بشيء من ذلك: فان كل اقليم له اصطلاح بعبارة اهله والنسب اليهم وبغير لبس.
ان الممالك الحلبية والشرقية كان ترتيبهم في الحساب والاصطلاح في دواوينهم خلاف الاوضاع المصرية عن قرب عهد. فلما ملك الملك الناهر صلاح الدين يوسف بن العزيز السملكة الدمشقية واستخدم بعض الاقباط في البلاد الحلبية والشرقية نقلوا الاوضاع الى الاصطلاح المصري لعجزهم عن الحساب الشامي الذي يشهد اصله لصرفه وصرفه لاصله. فلا يبقى لخائن فيه حيلة ان يغمس فيه حبه الا وظهرت، ثم انه كان في سنن ملوك الشام وسلاطينهم الى اخر الايام الناصرية ان لا يتفق خلو الديوان المعروف بالاستيفاء من مسلمين اكا بر عدول جماعة كبيرة من ارباب البيوت المشهورين بالامانة والصناعة بحيث لا ينفرد يهودي ولا نصراني في شيء من ممالك الشام وغيره في كلمة واحدة. ولا يتحدث ولا يكتب الا بعد تحرير المسلم في كل قضية تقع. ثم يسطرها اليهودي والنصراني ويكتب ذلك العدل عليها بالصحة ففي ايسر مدة لطيفة يصرف
Bogga 33