Satur day .
الرقم 12
وهكذا كانت عبادة الأجرام السماوية هي الأصل والمنشأ لمقدسات ظلت تفرض وجودها في تاريخ الإنسانية حتى اليوم، وهو الأمر الذي قصدنا بيانه من خلال التوضيح العاجل السالف، لنصل إلى عدد تلامذة المسيح وحوارييه، إلى العدد 12، وهو ما جاء في سؤال الأستاذ خليل بخطأ من قبيل السهو، فقال: إن عددهم ثلاثة عشر.
والرقم 12 أحيلت إليه أعداد مقدسة لأشخاص مقدسين، فتلامذة المسيح من غير اليقيني أبدا أنهم كانوا اثني عشر حواريا، لكن كتاب الأناجيل ضبطوا عدد التلاميذ مع العدد المقدس، وكذلك فعلت التوراة عندما جعلت أبناء يعقوب - إسرائيل المعروفين بالأسباط - اثني عشر ولدا هم بنو إسرائيل، وفي الجلجال بفلسطين كان يقوم اثنا عشر عمودا مقدسا من سالف الأزمان، كذلك كانت مجالس الأمفكتيون المشرفة على المعابد اليونانية تتكون من اثني عشر عضوا، كذلك كان عدد أعضاء مجلس معبد دلفي المشهور في اليونان، أما يسوع المسيح فقد أظهر تفوقه العقلي وهو يناهز الثانية عشرة، عندما كان يواجه كهنة الهيكل ويفحمهم (انظر مثلا: إنجيل لوقا، 2: 47).
وكما كانت قدسية الرقم سبعة قد فرضت نفسها حتى أصبحت أشواط الحج سبعة، ليدور المؤمنون حول المركز المقدس، كما تدور الكواكب السيارة حول مركزها الإله الكبير الشمس، فقد جاء كذلك تقديس الرقم 12 من ذات المصدر القديم، فالمنازل السماوية للكواكب الإلهية المعروفة بالبروج عددها اثنا عشر برجا، فالعدد 12 هو رسم البروج، أي عدد علامات الزودياك، وكما كانت الآلهة السبعة تسكن البروج الاثني عشر الفلكية البابلية القديمة، فقد تم إسكان أسابيع الزمن في اثني عشر شهرا وهي عدة شهور السنة عند الله.
Bog aan la aqoon