Qutb Surur
قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور
مع رشإٍ تمَّ في ملاحته ... تخاله من رشاقةٍ ألفا
يهزُّ قلبي اهتزازه حذرًا ... أخاف ينقدّ من رشاقةٍ ألفا
يهز قلبي اهتزازه حذرًا ... أخاف ينقد قدُّه قصفا
يزينه في قوامه هَيَفٌ ... خادع قلبي على النهى فهفا
خاف احتراقًا بنار وجنته ... عذاره حين ظل منعطفا
لا أشرب الراح حين تحضرني ... حسبي خمرٌ بطرفِهِ وكفا
وقال تميم:
وساقٍ يدير على إلفه ... لهيبًا من النار في كفه
عُقارًا كخديه محمرها ... وإسكارها كظبا طرفه
تحملت من حبه فوق ما ... تحمل خصراهمن ردفه
وصيرت نُقلي على كاسه ... شِفاءَ شفاهي في رشفهِ
وقال ابن المعتز:
عاطِ المدامة إخوانًا تُسرُّ بهم ... فما لهذين إن فاتاك من خلفِ
وسامح القوم، واشرب ما سقوك فإن ... سقوك صرفًا فقد قالوا لك انصرف
وقال:
وندمان سقيت الراح صرفًا ... وأُفق الليل مرتفع السجوف
صفت وصفت زجاجتها فجاءت ... كمعني دقَّ في ذهنٍ لطيفِ
وقال:
بشَّر بالصبح طائرٌ هتفا ... مستعليًا للجدار مشترفا
مذكرا بالصبوح صاح بنا ... كخاطبٍ فوق منبرٍ هتفا
صفَّق إما ارتياحه لسنا الفجر وإما على الدجى أسفا
فاشرب عُقارًا كأنها قبسٌ ... قد سبك الدهرُ تبرها فصفا
يدمى لِثامُ الإبريق من دمها ... كأنه راعفٌ وما رعفا
وقال:
بنفسي مستسلمٌ للرُّقاد ... يكلمني السُّكرُ من طرفه
سريعٌ إلى الأرض من جنبه ... بطيءٌ إلى الكأس من كفه
قال تميم:
هزني للصبوح صبحٌ تبدى ... من خلال الدجى كغرة طرف
ونسيمٌ مُضَمَّخٌ بعبير الروض يُحيي من الخمار ويشفي
خذلته القوى وحركه الحرُّ بلين من الهواءِ ولُطفُ
هو برد على جوى كل قلبٍ ... وعبيرٌ يفوح في كل أنفِ
كلما هبَّ هبَّ فينا نشاطٌ ... وارتياح لكل عزفٍ وقصفِ
[و] كأن الهلال في الغرب يحكي ... متوفىً دعا به المتوفي
وكأن السحاب إذ نثر القطر محبٌ يبكي على بين إلفِ
فأديرا المدام صرفًا وإلاَّ ... فاسقياني إن شئتما غير صرفِ
في كئوسٍ تكاد تخطئها الأعين لحظًا من رِقّةِ المستشف
وقال كشاجم:
بات يعاطيني على حسنه ... خمرًا بعينيه ومن كفه
وكان فيما بين دار بها ... أدنيت خلخاليه من شنفه
وقال:
ألا سقِّنيها قد مشى الصبح في الدجى ... عقارًا كلون النار حمراء قرقفا
فناولني كأسًا أضاءَت بنانه ... تدفق ياقوتًا ودرًا مجوفا
ولما أريناها المزاج تسعرت ... فخلت سناها بارقًا قد تكشفا
يطوف بها ساقٍ من الإنس شادنٌ ... يقلب طرفًا فاتر اللحظ مُدنفا
عليمٌ بألحاظ المحبين حاذقٌ ... بتسليم عينيه إذا ما تخوفا
فظل يناجيني بتقليب طرفه ... بأطيب من نجوى الضمير وألطفا
وقال:
سقى الله نهر الكرخ ما شاء ديمةً ... فإني بها حتى الممات مُكلفُ
منازل لهوٍ لا " كجرّ سويقةٍ ... وعرفان " لا زالت بها الجن تعزف
تدور علينا الراح من كف شادن ... له لحظ عينٍ يشتكي السقم مُدنفُ
كأن سُلاف الخمر من ماءِ خده ... وعنقودها من شعره الجعد يُقطفُ
أتعذلني في يوسف وهو من ترى ... ويوسف أبلاني ويوسف يوسُف
وقال الخليع:
ونديم حلو الشمائل كالدينار محض الخدود عذب مصفى
لم أزل بالخداع منّي أفديه وقد قام مائلًا يتكفى
قلت عبد العزيز يا بأبي أنت، فلبى، فقلت: لبيك ألفا
هاكها قال: هاتها قلت: خذها ... فثنى كفه إليها وأغفى
وقال ابن وكيع:
1 / 145