البغي، فنقل عن أهل العربية أنَّ أصل البغي في الشر، وأقله ما جاء في طلب الخير، ثم ذكر قوله تعالى: ﴿غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ﴾ (١) وقوله: ﴿يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (٢)﴾ (٣) .
والذي وقع في الآيتين هو بمعنى التعدي، وأما الذي في هذا (٤) الحديث فمعناه الطلب، والمصدر منه بُغا، وبُغاية، بضم الباء فيهما.
قال الجوهري: بغيت الشيء طلبته (٥) ".
"ولله عتقاءُ من النَّارِ، وذلك كل ليلةٍ". قال العراقي: " الظاهر أنه أراد كل ليلة من ليالي شهر رمضان، ويحتمل أن يراد في كل ليلة من السنة كلها، ويتضاعف ذلك في رمضان ".
(١) سورة البقرة، آية: ١٧٣.
(٢) سورة يونس، آية: ٢٣.
(٣) عارضة الأحوذي (٣/١٦١) .
(٤) "هذا" ساقطة من (ك) .
(٥) الصحاح، مادة بغى (٦/٢٠٤) .
٢٢٦ -[٦٨٣] "من صام رمضان، وقامه، إيمانًا" (١)، أي: تصديقًا بأنه فرض عليه حق، وأنه من أركان الإسلام وبما وعد الله عليه من الثواب، والأجر.
(١) (٦٨٣) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "من صام رمضان وقامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
هذا حديث صحيح.
والحديث أخرجه: البخاري: كتاب الصوم، باب من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ونية، ص (٣٣٤) رقم (١٩٠١) . ومسلم: كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان، وهو التراويح ص (٣٣٤) رقم (٧٥٦) . وأبو داود كتاب الصلاة، باب في قيام شهر رمضان (١/٤٣٦) رقم (١٣٧١) . والنسائي: كتاب الصيام، باب فضل شهر رمضان، ثواب من قام رمضان وصامه إيمانًا واحتسابًا (٤/١٥٧) . وابن ماجه: كتاب الصيام، باب ما جاء في فضل شهر رمضان (١/٥٢٦) . وأحمد (٢/٢٣٢، ٢٤١، ٣٤٧، ٣٨٥، ٤٠٨، ٤٢٣، ٤٧٣) . والدارمي (١٧٨٣) . وانظر: تحفة الأشراف (١١/٩) حديث (١٥٠٣٨) و(١١/١١) حديث (١٥٠٥١) .