فقال حمادة بامتعاض: نحن نتقدم بسرعة في ذلك الطريق المجهول المسمى بالعمر.
وقال له صادق مواسيا: ثم إنك تعطي كما تأخذ وأكثر؛ لا تنس ما يأخذه منك المهربون والقوادون والمومسات ومالك العوامة ومالك شقة خان الخليلي والعديد من البقالين والجزارين وباعة الملابس إلخ إلخ ... لا يوجد من يأخذ دون أن يعطي .
ونظر نحو صادق متشككا ترى أيجد أم يسخر، وإذا به يصيح: إليكم أول شعرة بيضاء في رءوس شلتنا المصونة.
إنه يشير إلى رأس صادق، وهذا يقطب ويقول محتجا: كلا ... مستحيل.
ودققنا النظر حتى فرزنا شعرة في سالفه تختلف عن الشعر الأسود الغزير الناعم، وقام صادق يتفحص الموضع المتهم في مرآة من مرايا الجدار، ثم رجع مبتسما ابتسامة صفراء وهو يقول: أبي شاب وهو في عز شبابه!
وتساءل طاهر باسما: هل تتذكرون كيف التقينا بمدرسة البراموني الأولية؟ كأنما حدث ذاك صباح اليوم!
فقال حمادة بلا مناسبة: قشتمر أيضا طعن في السن وشاخ، يحتاج إلى طلاء وتجديد في المقاعد والموائد، وترميم في دورة المياه، وحديقته المتواضعة ممكن أن تضاهي حديقة كازينو العائلات في نضارتها.
فقال إسماعيل قدري: قشتمر أحب إلى نفسي من ركس أو البوديجا.
وتساءل حمادة بلا مناسبة مرة أخرى: هل حقا أن السعادة هي مطلب الإنسان الأخير؟!
طاهر عبيد يحرز النجاح تلو النجاح في حياته الشعرية والصحافية ويهيم بحب ابنته درية، الحق أنها جميلة جذابة، رشيقة القوام وردية اللون واسعة العينين ذات شعر كستنائي غاية في الثراء. كثيرا ما نراها في ذهابها أو إيابها من المدرسة الثانوية، وبكل فخار يقول طاهر عنها: ذكية، شجاعة في أفكارها، متفوقة في العلوم والرياضة، تريد أمها أن تراها طبيبة.
Bog aan la aqoon