إسماعيل قدري لا يقرأ بغزارة حمادة، ولكنه يفكر فيما يقرأ ويناقشه، وقد عبر عن موقف عندما قال: الثقافة الحديثة تحتشد للهجوم على حصن الدين والتراث.
وزاد قوله تفسيرا فقال: إنها تبدأ بالخرافات فتبددها ثم تتصدى للمسائل الكبرى.
فسأله صادق صفوان بقلق: هل أخذ الشك يوسوس في صدرك أنت أيضا؟
فتملاه بنظرة طويلة ثم قال: ليس للفكر حدود.
فقال طاهر عبيد ضاحكا: دعني أهنئك!
فقال مقطبا: الدين موضوع، والله موضوع آخر.
فضرب صادق كفا على كف وقال: اسمعوا العجب.
يبدو أنه يفكر ويشك، ولم يسلم من شكه إلا الوفد، ومال في اطلاعه إلى المعرفة أكثر من الفن والأدب، ومن ناحية المستقبل ركز على القانون باعتباره الباب المفضي إلى المجد والسياسة، ونحن نؤمن به ونثق في قدراته وفي بلوغه هدفه في النهاية، وعلى حين تستوي الثقافة كغاية في حياة حمادة الحلواني، فهي تلعب في حياة إسماعيل دور الدعائم التي يقيم فوقها بناءه الشامخ، إنه رجل عمل لا قلم، وأحلامه مقدمات لأفعال، وهو يتقدم بخطوات راسخة رغم فقره وانعدام زاده من ذوي الجاه والنفوذ. •••
ومع الثقافة اشتعلت نيران الجنس، أقسى من الشك وأعند إلحاحا، تطاردنا ليل نهار، وزاغت الأبصار متطلعة إلى مجالات الجنس اللطيف، كلما لاح في نافذة أو خطر في طريق. تسترق النظر إلى الوجوه والسيقان وتكوين الأجسام التي تنبض به الملابس الفضفاضة، أصبح إسماعيل موضع حسد ولكنه لم يكن دون الآخرين معاناة.
وذات يوم جاءنا الصباغ بكتاب متسائلا: هل سمعتم عن هذا الكتاب؟
Bog aan la aqoon