والاقتباسات التي أخذها السيوطي بعضها طويلة جدا، مما يمكن لنا أن نعرف بها قيمة الكتاب، ومكانته بين مؤلفات الفن، فقد جاء في موضع ما نصه: " قال أبو محمد اليطليوسي، في كتاب الفرق بينالأحرف الخمسة: من هذا الباب ما ينقاس، ومنه ما هو موقوف على السماع، كل سين وقعت بعدهما عين، أو غين، أو خاء، أو قاف أو طاء، جاز قبلها صادا، مثل يساقون، ويصادقون، وصقر وسقر، وصخر وسخر، مصدر سخرت منه، إذا هزأت، فاما الصجارة، فبالصاد لا غير. قال وشرط هذا الباب، أن تكون السين متقدمة على هذه الحروف، لا متأخرة بعدها، وان تكون هذه الحروف، متقاربة لها، لا متباعدة عنها. وان تكون السين هي الأصل. فان كانت الصاد هي الأصل، لم يجز قبلها سينا، لأن الأضعف يقلب إلى الأقوى، ولا يقلب الأقوى إلى الأضعف، وإنما قلبوها صادا مع هذه الحروف، لأنها حروف مستعلية، والسين حرف متسفل، فثقل عليهم الاستعلاء، بعد التسفل، لما فيه من الكلفة. فاذا تقدم حرف الاستعلاء، لم يكره وقوع السين بعده، لأنه كالانحدار من العلو، وذلك ضعيف " لا كلفة فيه، قال: فهذا هو الذي بجوز القياس عليه، وما عداه موقوف على السماع ".
وفي موضع آخر: " وفي كتاب للبطليوسي: حظلت النخلة، وحصلت إذا فسدت أصول سعفها. وسمعت ظباظب الخيل، وضباضبها: أصواتها وجلبتها. والعظ، والعض، شدة الحرب، وشدة الزمان، ولا تستعمل الظاء في غيرها ".
وأخذ منه في موضع آخر: قال أبو محمد البطليوسي، في كتاب الفرق: لم يقع في كلام العرب إبدال الضاد ذالا، إلا في قولهم: نبض العرق، فهو نابض، ونبذ فهو نابذ، لا أعرف غيره "
٤ - أبيات المعاني
موضع الكتاب، كما يتبادر إليه الذهن من اسمه، ومن الاقتباسات التي أوردها البغدادي في خزاانته "، هو معاني أبيات الشعر، وحللها، وشرحها وتوجيه إعرابها وقد جاء ذكره، ماعدا البغدادي، عند بروكلمان. وهو من الكتب التي عول عليها واستفادة منها، البغدادي في " خزانته "، في كثير من المواضع، فمن ذلك تعليق على بيتلشاعر مجهول وهو " الطويل ":
تمر على ما تستمر وقد شفت ... غلائل عبد القيس، منها صدورها
وهذا نص التعليق: " وقال ابن السيد في أبيات المعاني، هذا البيت أنشدهالأخشف، وتوجيه إعرابه، أنهفصل بين المضاف، والمضاف إليه، بما ليس بظرف وهو أفحش كا جاء في الشعر، ودعت إليه الضرورة، وتقدير الكلام: وقد شفت غلائل صدورها، والغلائل جمع غليلة مثل عظيمة وعظائم، وكريمة وكرائم، وقال أبو الحسن الأخشف: إن كان الشعر لم يوثق بعربيته، فيجوز أن يكون أخرج غلائل غير مضتفة، وقدر فيها التنوين، لأنها لا تنصرف، ثم جاء بالصدور مجرورة، على نية إعادتها كما قال الآخر:
رحم الله أعظما، دفنوها ... بسجستان، طلحة الطلحات
أي أعظم طلحة الطلحات، فكذلك هنا يريد غلائل عبد القيس، منها غلائل صدورها، وقد حذف الثاني اجتزاء بالأول. وهذا التأويل حسن، لأنه مخرج الكلام، وفيه ضعف من حيث إضمار الجار ".
٥ - شرح ديوان المتنبئ
قد جاء ذكر هذا الشرح عند السيوطي، والمقرى، والقاضي ابن شهبه، والحاج خليفة، وابن خلكان، وقال: " وسمعت أن له " لابن السيد " شرح ديوان المتنبئ، ولم أقف عليه، قيل إنه لم يخرج من المغرب.
وقد كان لعلماء الشرف والغرب، عناية هاصة، واهتما كبيرا، بشعر المتنبئ، حتى قال خليفة: " واعتنى العلماء بديوانه، فشرحوه، وقال أحد المشائخ الذين أخذ عنهم: " وقفت له على أكثر من أربعين شرحا. ولم يفعل هذا بديوان غيره ولا شك أنه رجلا مسعودا ورزق في شعره السعادة التامة ".
وشرحه من المغاربة، غير ابن السيد، أبو القاسم ابن الفليلي، وأبو الحجاج الأعلم. وأغلب الظن أن هذه الشروح قد ضاعت فيما ضاع من التراث العربي الإسلامي، على أيدي الأفرنج، والله اعلم بالصواب.
٦ -؟ التذكرة الأدبية
ذكرها القفطي في انباه الرواة، ولا نعرف أحد غيره من ذكرها أو عثر على نسخة منها.
٧ - جزء في علل الحديث
ذكره ابن خير، وقال إنه سمعه من الشيخ المحدث، أبي الحسين عبد الملك بن محمد بن هشام، عن ابن السيد، مؤلفه، وقال إن هذا الجزء كان مكتوبا عنده في آخر شمائل النبي ﷺ لأبي عيسى الترمذي، ﵀.
1 / 41