158

Quenching the Thirst with the Sessions of the Branches of Faith

ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

Daabacaha

مكتبة دروس الدار

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م

Goobta Daabacaadda

الشارقة - الإمارات

Noocyada

كفر من لم يؤمن بنبينا محمد ﷺ من أهل الكتاب: ومن كفر بالرسل وهو يزعم أنه يؤمن بالله، فهو عند الله كافر؛ إذ أمرنا الله-سبحانه-بالإيمان بجميع الأنبياء فمن كفر برسول واحد كفر بجميع الرسل. وهؤلاء الذين يزعمون أنهم أهل كتاب من يهود ونصارى وهم يكفرون بمحمد ﷺ هم كفار، وبعضُ الناس يجد حرجًا من وصفهم بالكفر، ويقول: كلَّا، إنهم أهل كتاب. وهذا من الجهل فإن التكذيب برسول واحد تكذيب لهم جميعا. التكذيب برسول واحد تكذيب لجميع المرسلين: نعم، هم أهل كتاب، لكنهم لما كفروا بنبينا ﷺ صاروا مكذبين لجميع الأنبياء، وتأمل قول الله ﷾: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (١٠٥)﴾ [الشعراء] وقال -جل وعلا-: ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣)﴾ [الشعراء] وقال سبحانه: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١)﴾ [الشعراء]، وقال سبحانه: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠)﴾ [الشعراء]، وقال سبحانه: ﴿كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (١٧٦)﴾ [الشعراء]، وقال -جل وعلا-: ﴿وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (٣٧)﴾ [الفرقان]، ولو تأملت فكل أمة كذبت رسولها إلا أن التكذيب برسول واحد يعد تكذيبًا بالرسل كلهم؛ ولهذا لا يُفرِّق المؤمنُ بين أحد منهم، قال الله -جل وعلا-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١٥٠) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا﴾ [النساء]. فنصَّت الآية على كفر من زعم الإيمان بالله وكَفَرَ بالرسل ﴿وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾. فهذا كفر، حيث فَرَضَ اللهُ على الناس أن يعبدوه لكن كيف يعبدونه؟ يعبدونه بما شرع على ألسنة الرسل، فإذا كفروا برسول منهم فقد رَدُّوا شريعة الله ﷾، فهذا من التفريق بين الرسل.

2 / 9