تقول له: اصبر على أكل العيش.
تقول للرجل السمين: هو خادمك على كل حال.
والشمس تلسع وجهي، تشعل بركان الغضب في صدري.
أريد أن أهجم على الرجل السمين، أن أصفعه على وجهه كما صفع أبي، أن أجعله عبرة أمام الناس، أن أعلمه درسا لن ينساه، لكنني أبكي، تخونني دموعي، أبتعد عن المكان لكيلا تقع عيني على عين أبي، أنهنه طول الطريق، وأغرق في دموعي وعرقي.
عندما خرجت اليوم من البيت كان أبي ما يزال راقدا على السرير، أمي اشترت لوح ثلج ووضعته على رأسه، عندما سألتها قالت: أبوك عنده حمى، جسمه نار. قلت لها: أبقى معه اليوم. قالت: اذهب أنت للمدرسة وخذ بالك من لطشة الشمس. وعندما رقدت في العام الماضي كنت مصابا بالحمى، أبي أحضر لي الطبيب، والطبيب قال: عنده حمى، وضعوا الثلج على رأسي، سهرت أمي إلى جانبي وبكت، لكن الرجل السمين لم يكن قد ضربني، الرجل السمين لم يصفعني على وجهي، وخدي لم يحمر كالنار، ووجهي لم يسود كالفحم، هي لا تعلم أنهم ضربوا أبي.
صفعوه على وجهه في وسط الأنفار.
الشمس تحرق وجهي، تعمي عيني، الطريق ما يزال طويلا، قدمي تعبت، وساقي ترتعش، والشمس تضيء كل شيء، أين أختفي منها؟ وأين يخفي أبي وجهه؟
الآن لا أستطيع أن أذهب إلى البيت .
لا أستطيع أن أنظر في وجه أبي.
لا أستطيع أن أرفع عيني في عينه، لا أستطيع أن أتحسس وجهه حتى لا تلسعني الصفعة على خده، حتى لا تحرقني اللطمة التي لا يزال أثرها على خده، أين أذهب؟ إلى البناية أسأل عن الرجل الأبيض السمين؟ هل هو الآن هناك؟ أفلا يزال يشخط في الناس؟ هل تمتد ذراعه السمينة وتصفع الرجال الذين يبنون؟ هل أذهب إلى المركز وأشكوه؟ هل أقدم فيه بلاغا للنيابة؟ هل أذهب إلى مقام سيدي المدبولي وأدعو عليه؟ من هو يا ترى؟ ما اسمه؟ ما عمله؟ ما الذي يعطيه القوة على صفع الناس؟ ساقي ترتعش، دماغي يلف ويدور، سحابة تراب تخنقني.
Bog aan la aqoon