141

Sheekada Troy

قصة طروادة

Noocyada

وقضى باريس!

وأعدت النيران الضخمة لتحريقه، فما هو إلا أن أشعلت من حوله حتى شوهدت إيونونيه المتبولة تخرج من لجة الهلسبنت وتعدو، كأن قد أصابها مس، حتى تكون تلقاء النار، فتقف باهتة، وتتنهد طويلا، وتقذف بجسمها الجميل المرمري الممشوق في اللهب، وتصرخ صرخة مشجية ... و... وتنتهي قصة حبها الباكي الحزين.

وهكذا تخط بيدها آخر سطر في كتاب باريس.

فتح طروادة1

لم يبرح فيلوكتيتس يرسل سهامه على الطرواديين، ولم تبرح المنايا تتخطفهم، ولكن المدينة ذات الكبرياء ما برحت أمنع من عقاب الجو على الغزاة الجبارين.

وذهب «كالخاس» عراف الحملة إلى آلهته يستوحيها، ثم هرع إلى سادته قادة الجيش، فذكر لهم أنه ما دام تمثال مينرفا المقدس - البالاديوم المشهور - في طروادة فلن يفتحها على أهلها فاتح، ولو عاونته الأرباب جميعا!

وانطلق أوليسيز، وانطلق معه ديوميديز، فتنكرا، واحتالا على حارس البوابة الإسكائية الكبرى ففتحها لهما وذهبا قدما إلى هيكل مينرفا، وسرقا البالاديوم المقدس، وعادا به، وكل همهما أن تبطل نبوءات العم «كالخاس» التي أخذت تترى، ويأخذ بعضها برقاب بعض، وكرت الأيام، ومع ذلك لم تفتح طروادة!

ثم بدا لأوليسيز أن يصطنع الحيلة.

فعرض على زعماء الحملة أن يدعى مهرة النجارين والمثالين فيصنعوا حصانا هولة كبير الحجم، خاوي الجسم، فيكون بداخله جمهرة من أقوى شجعان الهيلانيين وأبسلهم، ثم يوهم الأسطول أنه أبحر بجنود الحملة، فإذا مضى شطر من الليل، وأقبل الطرواديون على الحصان فأدخلوه مدينتهم تذكارا لهذه الحرب الضروس التي أكلت أخضرهم، وأحرقت يابسهم، وذهبت بالزهرة اليانعة من شبابهم ... ثم إذا كان الهزيع الخير من الليل، خرج الأبطال المختبئون ففتحوا أبواب إليوم، وانقض الجيش المرابط فاحتل المدينة العاتية التي رغمت تحت أسوارها أنوف، وذلت جباه، وذابت أنفس، وذهبت أرواح دون أن ينال منها أحد.

وطرب القادة لهذه الحيلة التي بدههم بها أوليسيز ...

Bog aan la aqoon