و«أوت-نابشتيم» بالملك «إكزيسوتروس»
Xisuthros
ومدينة شوريباك بمدينة «سيبار».
5
وفي هذه الرواية لا يمنح الخلود للملك وزوجه وحدهما، بل لابنته وملاحه أيضا. •••
إلى هنا نصل إلى الحد الذي يجب علينا ألا نتعداه، فلا شجرة الحياة التي أخذها غلغامش وسرقها منه الأفعوان في الطريق، ولا طلبه الخلود من «أوت»، ولا وصوله إلى «أرك» مرة ثانية، بمفيد لنا في سياق هذه القصة شيئا ولا هو بضروري لسياق البحث. أما الذي حدا بنا إلى ذكر هذه الأسطورة بالتطويل فضرورة، سوف تظهر في خلال ما سوف نمضي فيه من بحوث.
مقارنات
اقتصرنا في الصفحات السابقة على التقديم لهذه الرسالة، وعلى شرح الأوليات الضرورية التي هي بمثابة أساس لما سوف نمضي فيه من مقارنات. على أنني آمل أن أجد من اتساع صدر القراء لهذه الرسالة وتقبلهم إياها ما يشجعني على المضي في وضع غيرها من الرسائل المماثلة لها، وعلى الأخص في الأسس الاعتقادية البحتة التي قامت عليها النصرانية منتحلة من قصة موسى، ومن تاريخ العبرانيين منذ هبوطهم مصر إلى دخولهم أرض الميعاد؛ فإني أعتقد اليوم - وبعد أن استعمقت في قراءة تاريخ موسى - أن النواحي التي تختلف فيها النصرانية عن اليهودية - كما ألقاها موسى على شعب الله حين كان يعلمهم التوراة في التيه - أقل بكثير من النواحي التي توافق هذه فيها تلك، لا من حيث المراسيم وطرق العبادات والمعاملات، بل من حيث العقيدة الخالصة.
فقد قال موسى مثلا بأنه ابن الله، وحينا قال إنه الله، ذلك في حين أن الصبغة الاشتراكية التي اصطبغت بها النصرانية هي بذاتها الصبغة التي اصطبغت بها اليهودية، غير أنك لا تقع على هذا في أسفار التوراة ولا في أسفار العهد القديم، بقدر ما تقع عليه جليا واضحا في التلمود، وفي التفاسير التي فسرها به الربانيون والبطارقة من العبرانيين.
هذا ما أؤمل أن يكون موضوع بحث أضعه في مستقبل الأيام، وعندي أن هذه المقارنات من أخص ما يجب أن يكب عليه الباحثون في هذا العصر؛ تحقيقا للاتجاه الحديث في العلم والمباحث التاريخية.
Bog aan la aqoon