Sheekada Abuurka: Iloobo Buugga Bilowga
قصة الخلق: منابع سفر التكوين
Noocyada
المهم أن التوراة وهي تجري التصفيات النهائية بين الشعوب، لتصل إلى الشعب اليهودي، تجعل يعقوب أهم آباء اليهود بعد إبراهيم، نتيجة حدث خاص تعرض له يعقوب ، يفسر لنا سر تمسك الإله بهذا الشعب كمختار له دون البشر، إذ إن يعقوب التقى بالرب ودخل معه في معركة انتهت لصالح يعقوب، أو كما تقول التوراة:
فبقي يعقوب وحده، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر ولما رأى أنه لا يقدر عليه، ضرب حق فخذه، فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه، وقال أطلقني لأنه قد طلع الفجر، فقال: لا أطلقك إن لم تباركني، فقال له: ما اسمك؟ فقال: يعقوب، فقال: لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل، لأنك جاهدت الله والناس وقدرت، وسأله يعقوب وقال: أخبرني باسمك، فقال: لماذا تسأل عن اسمي، وباركه هناك، فدعا يعقوب اسم المكان فينيئيل، قائلا: لأني نظرت الله وجها لوجه ونجيت نفسي. وأشرقت له الشمس إذ عبر فنوئيل وهو يخمع على فخذه، لذلك لا يأكل بنو إسرائيل عرق النسا الذي على الفخذ إلى هذا اليوم، لأنه ضرب حق فخذ يعقوب على عرق النسا. (تك 32: 22-32)
وهكذا تحول الاسم «يعقوب» إلى «إسرائيل»، أو «صراع إيل» أو مصارع الرب أو الذي صرع الإله، وأنجب «إسرائيل» اثني عشر ولدا هم الأسباط بنو إسرائيل، وكان أشهرهم أصغرهم سنا وأكبرهم شأنا «يوسف».
أما مصدر شهرة يوسف في التوراة فهو أنه كان جميلا جمالا فاتنا! والثاني أنه كان كثير الأحلام! والثالث أنه كان مفسرا أيضا للأحلام! مما أثار موجدة إخوته الذين كادوا له، حتى انتهى بكيدهم عبدا في بلاد مصر، لكن قدرته على التبصير وقراءة الطالع في الأحلام، أدت إلى ذيوع صيته في البلاط الملكي، حتى تمكن بقربه من صاحب العرش أن يصبح وزيرا لخزانة المصريين. وبهذا المركز تمكن من استجلاب أبيه وإخوته إلى مصر، في وقت حل فيه الجفاف بالأرض، وفي مصر عاشوا زمانا تكاثروا فيه وتناسلوا وعلا شأنهم.
لكن الحال لم يستمر على حاله، فقلب لهم الفراعنة ظهر المجن، واتخذوهم عبيدا مسخرين في الأعمال الشاقة، حتى ظهر «موسى» النبي، وهو في زعم التوراة أحد أحفاد سبط «ليفي» أو «لاوي» أحد إخوة يوسف وهو الذي قدر له قيادة اليهود للهرب من مصر إلى كنعان، في أشهر الرحلات في التاريخ، تلك المسماة «رحلة الخروج».
وقد قدر لهذا النبي حسبما جاء بالتوراة أن يكون صاحب مغامرات كبرى شهيرة، منذ ميلاده وحتى مماته، فقد ولد في ظروف صعبة، كان مطلوبا فيها بأمر فرعون مصر، قتل من يولد في هذا العام من ذكور، فألقته أمه في اليم لكن أقدار «الميلودراما» ساقته إلى قصر فرعون حيث عثرت عليه ابنة فرعون، فاتخذته لها ربيبا، لكنه كان يعرف أصله العرقي، مما دفعه يوما للانتصار لأحد اليهود من بني جلدته، فقتل بسبب انتصاره لعصبيته مصريا دون أن يتحقق حتى من موضع الحق، فكان أن طلبه القانون للقصاص فهرب إلى بلاد تسمى «مديان»، حيث التحق هناك بضيافة كاهنها المدعو «يثران»، وصاهره فتزوج ابنته، وهناك قابله رب اليهود في جبل أسمته التوراة جبل الله «حوريب»، حيث أمره بالعودة إلى مصر، مدعما بعدد من الخوارق، ليقود شعبه المختار من مصر في رحلة خروج، أو رحلة عودة إلى كنعان.
ويظن المؤرخون أن بداية بنى إسرائيل الحقيقية، هي مع رحلة الخروج حوالي 1200ق.م. بعد أن قضوا في مصر حوالي أربعة قرون، لكن موسى لم يحظ بدخول أرض كنعان، حيث تخبرنا التوراة أنه قد مات ودفن وهو من أرض الميعاد قاب قوسين أو أدنى، وخلف على القيادة رجلا دمويا، هو «يشوع بن نون»، الذي اشتهر بالقسوة المرعبة، وبمعجزات كالمعجزات الموسوية كفلق البحر، لكنه زاد عليها بالتخصص في معجزات يشوعية، منها ايقاف الشمس والقمر في مكانيهما، حتى يتمكن من الانتصار على أعدائه.
ومن بعد يشوع، استمر اليهود يعيشون زمانا، على هامش حياة الكنعانيين في الوقت الذي يزعم فيه الباحثون قدوم أقوام إيجية من جزيرة كريت، باسم الفلسطينيين، ليستوطنوا الساحل الكنعاني، ويكسبوا أرض كنعان اسمها «فلسطين»، مما خلق أمام اليهود عقبة جديدة، فبدأ صراع طويل بين الشعبين، استطاع اليهود بعد انتصارهم فيه أن يقيموا لهم ملكا ودولة، كان أول ملوكها «شاءول» ثم تلاه على العرش الملك «داود»، الذي استطاع أن يكسر شوكة الفلسطينيين بشكل حاسم ، مما أتاح للدولة الناشئة الاستقرار، وهيأ لوريثه الملك «سليمان» الفرصة ليبلغ بالدولة أوج شهرتها.
ويقول «موسكاتي» إن داود «أعاد إلى إسرائيل حظها الضائع وكان جلوسه على العرش حوالي عام 1000ق.م. وكان قد بدأ بتكوين دولة صغيرة خاضعة للفلسطينيين، ولكن مقدرته في الحرب والسياسة معا أكسبته الاستقلال، وأقامته ملكا على إسرائيل مكان أسرة شاءول. وبالاستيلاء على القدس، واستعادة تابوت العهد، صار للدولة الناهضة من جديد، مركزها السياسي والديني، وكان سليمان بن داود شديد الاختلاف عن أبيه؛ فقد أحدث تغييرا جوهريا في كل حياة المملكة وأعاد تنظيم المملكة على نمط الممالك المطلقة السلطان، في الشرق الأدنى القديم، فالأبهة والترف في البلاط، وكثرة الزوجات والجواري التي كانت تتطلبها اعتبارات الدبلوماسية والسمعة، والتي قدر كما تقول التوراة أن تشغل قلب الملك، ثم ازدياد مؤامرات القصور ... اضطرت سليمان إلى إقامة نظام من الضرائب، ألقى على شعبه عبئا ثقيلا ... وكان إنشاء المعبد الكبير في أورشليم القدس، أشهر ما قام به سليمان من أعمال عامة، وقد ضم هذا العمل الفخم عناصر قيمة من كنعان فينيقية وغير فينيقية، وكذلك من مصر وأرض الرافدين ... وانتهى نفوذ العبريين بموت سليمان.»
1
Bog aan la aqoon