Sheekada Abuurka: Iloobo Buugga Bilowga
قصة الخلق: منابع سفر التكوين
Noocyada
Willhawsen » على ذلك بأدلة أهمها وأخطرها أن اسم الإله يختلف في هذه الأسفار ما بين سفر وآخر، إضافة إلى تكرار القصص فيها، مما يشير إلى عدد من الكتاب لم يلتقوا لتصفية الأمر بينهم، مع فروق واضحة وجوهرية وعميقة في اللغة وفي الأسلوب بين هذه الأسفار.
5
والتوراة تبدأ تاريخ اليهود منذ فجر الإنسانية على الأرض، فتأتي بشجرة النسب اليهودي من جذرها الأول المسمى في اللغة العربية «آدم»، ومنه تشعبت الأنساب شعابا، أهمهم في التوراة فرع من الشجرة البشرية هو الفرع السامي، بل هو غصن في هذه الشجرة هو الغصن اليهودي، أو كما يحلو لهم أحيانا تسمية أنفسهم الشعب العبري، واللغة المنسوبة لهذا الشعب والتي كتب بها أهم أجزاء التوراة، هي المعروفة باللغة العبرية ، بينما العبرية هي ما عبرت عنها التوراة بأنها «شفة كنعان» أي لسان الكنعانيين، حتى إن الكلمة آدم، وقد عرفناها قبل التوراة، كلمة كنعانية فينيقية في مدونات «أوغاريت».
ولنلحظ أن التوراة لم تحاول أن تنكر أن لسانها مأخوذ عن لسان الكنعانيين، ولم تحاول أن تنكر أنه قد سبقهم في هذه الأرض شعب هو الشعب الكنعاني. وأطلقوا على الأرض في التوراة أرض الكنعانيين، وأرض الفلسطينيين. ويزعم الباحثون أن الكنعانيين رغم أنهم أسبق في التواجد بفلسطين، فإنهم بدورهم كانوا هجرة قدمت إلى فلسطين من شبه جزيرة العرب حوالي 2500ق.م.
وإذا كان منهجنا في البابين السابقين، قد حاول أن يربط بين تطور العبادات في بلاد الرافدين وبين التطور الاجتماعي والسياسي والشكل الاقتصادي، فإن مثل هذه المحاولة مع التاريخ اليهودي أمر يستعصي على البحث تماما، لعدة أسباب أهمها:
مشكلة التتبع الزمني الصادق لأسفار التوراة، التي لم يراع في ترتيبها منهج محدد.
الغموض الذي أحاط بمعاني الألفاظ التوراتية، ومقصد التوراة الحقيقي منها، وهو أمر فيه جدال وخلف كبير، بين الباحثين التوراتيين مما أدى حتى الآن إلى تباعد شديد في تفسير النص الواحد، بل وأحيانا الكلمة الواحدة، إضافة إلى أن التوراة تغص بأسماء أماكن قديمة على خريطة المنطقة، يصل عددها إلى الآلاف، لم يستطع عالم جاد واحد حتى اليوم، أن يجزم بالمكان الحقيقي الصادق، ولو لعشر منها فقط، كما لم تعطنا البحوث الأركيولوجية، ولا أي حفريات، دلائل صادقة على موضع قديم يمكن القول المؤكد أنه موضع الآن في فلسطين المظنون أنها كنعان التوراتية.
وزيادة على ذلك، ونكاية في إخلاص الباحث الجاد، نجد مدونات التوراة قد ظلت زمانا طويلا خالية من التنقيط والتشكيل، إضافة إلى اختلاط النطق في الحروف العبرية ذات المخرج الواحد: الشفاه، الأسنان، الحنجرة، اللسان، الحلق، مع غياب الأزمنة: الحاضر، الماضي الناقص، الماضي التام، المستقبل السابق في الصيغة الإخبارية، ناهيك عن غياب الحروف المتحركة. ولم يتم وضع ذلك كله إلا أيام الحشمونيين قبل الميلاد بحوالي قرنين من الزمان، وفق قواعد اللغة الآرامية، مما أدى إلى لبس وأخطاء لا مزيد عليها، مما يجعل قراءة أي كلمة اليوم في التوراة، موضع حذر وشك كبير.
6
إن اليهود لم يكونوا خلال تاريخهم جماعة واحدة مستقرة في مكان واحد إنما كانوا جماعات مختلفة، مرتحلة دوما إلى جهات مختلفة، ما بين الرافدين وجزيرة العرب وكنعان وحاران ومصر ... إلخ. حتى دولتهم التي قامت مع بداية الألف الأول قبل الميلاد لم تستمر في الوجود زمنا مناسبا يسمح بنضوج أو تطور اجتماعي واضح محدد البصمات، يمكن للباحث تتبعه.
Bog aan la aqoon