Sheekada Nolosha
قصة حياة
Noocyada
أنت يا ابن الربيع علمتنى النسك
وعودتنيه، والخير عادة
ومضت الأيام، وانتظمت الأمور واستقرت الأحوال بعد القلق والاضطراب، وكانت نفقات التعليم، على ضآلتها، فقد كانت ستة جنيهات فى العام أثقل ما نضطر إلى الاحتياط له وتدبيره وفى وسع القارى أن يتصور حياة من تثقل عليه ستة جنيهات فى العام. فجاءنا يوما قريب لنا، واقترح علينا أن نطلب من الوزارة أن تعفينى من نفقات التعليم، فاستحسنا ذلك وقلنا عسى ولعل، وشرعنا نعين الوجوه التى ينبغى أن نحول إليها ما كان يأخذه التعليم. وكتب قريبى الطلب وأرانيه فقرأته على أمى فسرتها عبارته وما فيها من القصد والترفع عن الاستجداء والضراعة، قالت حسبنا التعليم بالمجان مذلة.
وغاب قريبنا أياما ثم جاءنا بنبأ قال «يا ستى».
قالت أمى «نعم. خير إن شاء الله».
قال «الغاية تبرر الواسطة».
قالت «يعنى»؟
قال «إن هذا الطلب لا يرجى أن يجاب إلا إذا عززناه بقرشين».
فصاحت به «إيه.. هل تريد أن تقول أن فلانا - تعنى ناظر المدرسة - يطلب رشوة»؟
فقالت أمى معترضة «إذا كنا سنرشو الناس، ونحن فقراء، فأولى أن نؤدى نفقات المدرسة ونستريح ونعفى ضمائرنا من هذا الإثم».
Bog aan la aqoon