Sheekada Falsafada Casriga

Zaki Najib Mahmud d. 1414 AH
55

Sheekada Falsafada Casriga

قصة الفلسفة الحديثة

Noocyada

وأول ما يسترعي النظر من آرائه في الأخلاق إنكاره لحرية الإدارة بمعناها المعروف، فهو يرى أن الإرادة هي قوة توجيه الذات إلى الحركة أو إلى السكون، والحركة عنده معناها التفكير، والسكون معناه خمود الفكر، وليس الفرد حرا في أن يريد أو لا يريد بهذا المعنى للإرادة، وكل ما له من حرية هو تصرفه العملي بمقتضى فكره الخاص، فلدى الإنسان رغبات معينة، وله أن يقارن بين نتائجها، ثم يختار واحدة ويؤجل واحدة ويثبت ثالثة وهكذا، «وفي هذا وحده تقع حرية الإنسان.» وهو في اختياره رغبة ورفضه أخرى يسير تبعا لما تبعثه الرغبات من لذة أو ألم، ولما كانت اللذة عند «لوك» هي الخير، والألم هو الشر، كان الخير والشر أو اللذة والألم هما الدافعين الأساسيين لسلوك الإنسان. ومقياس السلوك من حيث النقص والكمال هو مقدار مطابقته للقانون الأخلاقي الذي يفرض نفسه على عقولنا فرضا؛ لأنه مقرر بإرادة الله، فهو يعتقد أن القواعد الأخلاقية ليست من وضع الجماعة السياسية، بل هي تهبط على البشر، ولو أنه في الوقت نفسه ينكر أن تكون هذه المبادئ الأخلاقية مفطورة في العقل الإنساني منذ ولادته، بل إنه ليدركها بالتجربة مع يقينه أنها قانون الله، وليس من وضع البشر. •••

هذا هو «لوك» الذي كان أول فيلسوف في العصر الحديث وجه الفكر إلى مشكلة المعرفة: من أين تأتي المعرفة، وكيف يحصلها العقل؟ ولقد وضع أساس أمهات المسائل النفسية التي أخذت تشغل الفلسفة منذ ذلك الحين حتى اليوم.

ولقد كان من أثر «لوك» - فضلا عن ذلك - تقريره لشخصية الفرد بعد أن طمسها «سبينوزا» وأغرقها في كتلة الوجود. ولكن يؤخذ على «لوك» بعض التردد والتناقض في علاقة الفرد بالعالم الخارجي. فتارة يعد الأشياء المادية نفسها هي التي تصدر عنها المعرفة بانطباع آثارها على صفحة الذهن، وطورا يزعم أن العقل لا يعرف إلا أفكار نفسه التي قد لا تشبه الحقيقية الخارجية. (1-8) بركلي

Berkcley

ولد جورج بركلي في مدينة كلكرن

Kilcrin

من أعمال إيرلندة سنة 1684م، وكان ذا مقدرة عقلية ممتازة، وأخلاق بلغت أقصى حد من النبل والكرم، ولم يكد يبلغ من العمر الرابعة والعشرين، حتى أخرج للناس كتابه «نظرية جديدة في الرؤية»

New Theory of Vision ، ثم أتبعه بعد عام واحد بمؤلف آخر هو «أصول المعرفة البشرية»، فكان لهذين الكتابين صدى قوي في دوائر العلم لما اشتملا عليه من آراء ممتعة طريفة، ولما أفرغا فيه من أسلوب رائع جذاب. فلما كان عام 1713م قصد إلى لندن، حيث توشجت روابط الصداقة بينه وبين أعلام الأدب من معاصريه، وكلهم من أئمة الأدب الإنجليزي البارزين؛ أديسون، وسويفت، وستيل، وبوب وغيرهم، ولكن إلى جانب هذه المنزلة الممتازة التي كان يتمتع بها بركلي فقد تعرض للسخرية اللاذعة والتهكم القارص من بعض حملة الأقلام في عصره، لرأيه الذي بنى عليه فلسفته وهو وجود المادة، وانطلقت ألسنة القوم بالتنادر عليه.

وكان بركلي رجلا من رجال الدين، يخفق قلبه بالإيمان والتقوى، وهم بعد رحلة قصيرة قام بها في أوربا، وقابل أثناءها مالبرانش، أن يضطلع بمشروع ديني عظيم: هو هداية المتوحشين من سكان أمريكا الشمالية. وبعد أن أعد لهذه المهمة الجليلة عدتها بخل عليه البرلمان الإنجليزي بالمال فحبط المشروع، وبعدئذ عين في منصب ديني في إيرلندة حيث أنفق ما بقي له من عمره في شئون منصبه، وفي متابعة دراسته.

ولقد ساء بركلي - وهو ذلك المؤمن الورع - أن يرى موجة من الإلحاد وفساد الأخلاق تطغى على قومه باسم الفلسفة المادية، فنشر كتابا يحاول به أن يصلح شيئا من الفساد، وهو «محاورات هيلاس وفيلونوس»

Bog aan la aqoon