Sheekada Falsafada Casriga
قصة الفلسفة الحديثة
Noocyada
هذا هو «بيكون» الذي يكاد يجمع المؤرخون على أنه لا يدانيه إلا أرسطو في شمول النظر واتساع الفكر، حتى وسع العالم كله، وحتى اتخذ من الكون كله ميدانا لدراسته، ولم يكن يطمع «بيكون» إلا في أمنية واحدة هي أن يسود الإنسان الطبيعة، وهو في ذلك يقول: إن الناس من حيث مطامعهم ثلاثة رجال: فرجل يطمع في أن يبسط سلطانه على أمته، وهو أوضع الثلاثة جميعا، وآخر يطمع في أن ينشر نفوذ بلاده على أمة أخرى، وهو أسمى من الأول وأنبل، وثالث يطمع في أن يجعل الجنس البشري سيد الكون، وهو أشرف من سابقيه وأرفع.
ولا شك أن «بيكون» كان من هذا الضرب الأخير. (1-2) توماس هوبز
Thomas Hobbes
ولد توماس هوبز في مالمسبري
Malmesbury
بإنجلترا عام 1558م، وكان صديقا لبيكون، وبن جونسون، وغيرهما من أعلام الفكر في إنجلترا عندئذ، وقد تلقى دراسته في الرياضة والعلوم الطبيعية في باريس، فتعرف بجاسندي
Gassendi
وديكارت، وكان هوبز من أشد الناس حماسة في تأييد «الفلسفة الآلية» الجديدة التي كان يذيعها كبلر وكوبرنيك وجاليليو وغيرهم من رجال العلم. أما أشهر مؤلفاته فرسالة عنوانها «في الطبيعة البشرية»، ثم كتابه المشهور «التنين
Leviathan ». وكانت وفاته عام 1679م.
يعرف «هوبز» الفلسفة بأنها فهم النتائج أو ظواهر الطبيعة بالرجوع إلى أسبابها، أو هي فهم هذه الأسباب نفسها بما نستنبطه من النتائج التي تقع تحت ملاحظتنا استنباطا صحيحا. وأما الغاية المقصودة من الفلسفة فهي أن تمكننا من التنبؤ بما سيحدث من نتائج، وبهذا نستطيع أن نستغلها في حياتنا العملية. ويرى «هوبز» أن كل ما نحصله من معرفة إنما جاءنا عن طريق الحواس بما ينطبع عليها من آثار انبعثت من الأشياء الخارجية، ثم هذه الآثار المنبعثة تنشأ من حركات معينة تطرأ على الأجسام المادية الموجودة في العالم الخارجي، وإذن فأصل المعرفة تحرك المادة في المكان. ولما كان واجب الفلسفة أن تدرس المعرفة وكيفية تحصيلها، كان لزاما عليها أن تحصر مجهودها في دراسة الأجسام المادية وحدها، أما كل ما عدا المادة من روحانيات فينبغي أن نتركها للوحي والإلهام، ولا يجوز لنا أن نخلط بين العقيدة والعقل، فحيث ينتهي الثاني تبدأ الأولى، وحيث ينتهي العلم يبدأ الإيمان.
Bog aan la aqoon