Sheekada Suugaanta Adduunka (Qeybta Koowaad)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Noocyada
في حملته على آسيا الصغرى سنة 396ق.م. ثم في حروبه ضد طيبة الإغريقية، بل وضد أثينا نفسها مسقط رأس أكسينوفون، وذلك في سنة 394ق.م.
بعد ذلك التاريخ استقر أكسينوفون في ضيعة اشتراها بإحدى مقاطعات البلبونيزيا حتى سنة 371ق.م. إذ ضرب المغيرون ضيعته، وهنا ينتقل إلى كورنثة يقيم فيها حتى تعود أثينا عن قرار نفيه وتسمح له بالعودة إلى وطنه حيث مات.
لأكسينوفون أربعة عشر كتابا من بينها الثلاثة التي ذكرناها، وأما بقيتها فمنها ما تتعلق بتربية الخيل وركوبها والحرب على ظهورها، ومنها ما يتعلق بالصيد ومنها ما يتعلق بالاقتصاد وإدارة الأموال، كما أن منها الكتب الفلسفية.
لقد كان أكسينوفون رجلا أرستقراطيا مولعا بالخيل والصيد، رجلا سهل الطبع، راضيا عن الحياة، ولكنه سطحي، وكل هذه الصفات واضحة في أسلوبه وفي كتاباته. (د) بوليبوس
وجاء بعد بوليبوس مؤرخ متأخر عاش من سنة 201ق.م. إلى سنة 120ق.م. ولكنه مؤرخ كبير يكاد يكون ثاني مؤرخي الإغريق بعد ثيوسيديد؛ فهو من ناحية الدقة التاريخية وفهم الحوادث وتحليلها وشرح أسبابها لا يقل عن مؤرخ حرب البلبونيزيا إن لم يفقه، وأما من الناحية الأدبية ومن الناحية الإنسانية فهو ينحط عن ثيوسيديد بمسافات بعيدة.
ولد بوليبوس بمقاطعة أركاديا في البلبونيزيا من أسرة أرستقراطية وكان صديقا لزعماء الحرب والسياسة في ذلك العهد، وقد تعلم من أبيه فن الحرب واشترك في الحياة السياسية والحربية، وفي سنة 168ق.م. وقع أسيرا في يد الرومان الذين قادوه إلى روما حيث ظل حتى سنة 150ق.م. ولقد استطاع أن يصادق كبار زعماء روما، وبفضل تلك الصداقة لم يحجز في إحدى مدن إيطاليا كما حجز غيره من الأسرى، بل ترك طليقا بروما حيث استطاع أن يبحث في محفوظات الدولة وأن يدرس التاريخ الروماني.
وفي أثناء إقامته الطويلة بتلك البلاد أعجب بخلق الرومانيين، ذلك الشعب الحكيم الصبور الجاد إذا قيس بإغريق ذلك العهد الخفاف الأحلام المتقلبي الأهواء. وفي سنة 150ق.م. سمح له بالعودة إلى بلاد الإغريق وإن كان قد عاد إلى روما غير مرة؛ إذ أصبحت تلك المدينة بمثابة وطن ثان له. ولقد صاحب أسكبيون القائد الروماني الشهير في حملاته ضد القرطاجانيين وشهد استيلاءه على قرطاجنة عاصمة ملكهم. ولقد حاول أن يمنع ثورة الإغريق الأخيرة ولكنه لم يستطع، وكان أن أخضع الرومان بلاد الإغريق كلها بعد استيلائهم على كورنثة، وبذلك أصبحت اليونان مقاطعة رومانية سنة 146ق.م. ولم تقم لها بعد ذلك قائمة. وأما بوليبوس فقد استخدم نفوذه عند أصدقائه الرومانيين ليخفف من قسوة الشروط التي أملوها على مواطنيه. ولقد قام بوليبوس بعدة سياحات في سبيل الدرس، وزار ليبيا وإسبانيا وبلاد الغال، ومات وهو في الثانية والثمانين من عمره، إذ سقط من فوق حصان.
وكتاب بوليبوس عنوانه «التاريخ العام»،
191
تاريخ بلاد الإغريق وبلاد الشرق وبلاد قرطاجنة مجتمعة حول روما. ولقد كان كتابه مؤلفا من أربعين كتابا، ولكن لم يبق منها سوى الخمسة الأولى، ثم فقرات من الخمسة والثلاثين كتابا الأخرى. ومنهجه في التأليف منهج عملي، فهو يريد أن يقص الوقائع لينفع بكتابه رجال الدولة، وذلك بتحليله للحوادث وأسبابها تحليلا دقيقا. وهو حريص بنوع خاص على أن يظهر كيف أصبحت روما سيدة العالم، ولذلك يدرس دستورها ويقارن حكومتها بالحكومات الأخرى، وعلى الخصوص بحكومة قرطاجنة، وهو - لحرصه على الدقة - قد حذف من كتابه كل الخطب التي حرص غيره من المؤرخين السابقين له واللاحقين أن يوردوها. وهو يفعل ذلك مكتفيا بأن يلخص الأقوال التي قيلت فعلا إن لم يستطع أن يوردها بنصها، وهو يفضل إذا كان يجهلها ألا يخترعها.
Bog aan la aqoon