160

Sheekada Suugaanta Adduunka (Qeybta Koowaad)

قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

Noocyada

ولا عجب، فقد كان بلده «إليوسس»

134

مركزا دينيا يحج إليه الناس زرافات يلتمسون لمشكلاتهم حلا عند معابدها، فنشأ إسخيلوس على عقيدة تملأ شعاب نفسه، وهي استحالة أن يفلت الإنسان من أيدي القدر أينما حل أو ارتحل، فلا حياة بغير عقيدة وإيمان.

أخرج إسخيلوس أول مسرحية له في سن السادسة والعشرين، وكان يقوم بدور في التمثيل كما فعل شيكسبير من بعده، وقد استقى مادة مسرحياته من أساطير قومه، وإنه ليعترف أن رواياته «فتات تناثر من مائدة هوميروس.» ولم يطرق إسخيلوس في كتبه موضوع الحب وما يؤججه في القلوب من عاطفة، إنما عني بالقوى العليا التي تدخل أصابعها في الحياة الإنسانية، فتدفعها هنا وهناك، رضي الإنسان أو غضب، وقد خلع على «القدر» و«الخوف» و«العدل» و«الظلم» صفات مشخصة جعلت منها أفرادا تتصرف وتروح وتغدو. وبلغ إسخيلوس في فنه حدا من السمو لم يألفه اليونان من قبل، فألقي في روعهم أن الآلهة توحي إليه وحيا مباشرا، وتروي عنه الأسير أنه كلف في يفاعته حراسة كرمة فغلبه النعاس واستغرق في النوم فهبط إليه «ديونيسوس» وأمره بكتابة مسرحياته، فلما استيقظ شرع يكتب وأصابه التوفيق من فوره. وقد قال عنه سوفوكليس

135 - وهو منافسه العظيم - إنه أجاد الرواية ولكن بغير وعي منه، يريد أنها تصدر عنه بغير تعمد وتدبير. وقال بعض معاصريه إنه كان يكتب كتبه وهو مخمور؛ قيل عنه هذا وذاك، لأنه بلغ من العبقرية في الإنشاء والإبداع حدا دهش له معاصروه، فلم يسعهم إلا أن يلتمسوا له تعليلا خارقا لمألوف البشر.

ونرجح أن تكون رواية «برومتيوس المصفد»

136

أجود رواياته السبع الباقية، وهي الوسطى من ثالوث روائي ألفه إسخيلوس .

فأما أولاه. فرواية «برومتيوس حامل النار».

وأما الثالثة فهي «بروميتوس الطليق»، وقد ضاعت الأولى والثالثة، وبقيت لنا الوسطى التي نلخصها فيما يلي:

Bog aan la aqoon