Sheekada Suugaanta Adduunka (Qeybta Koowaad)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Noocyada
كل هذا جعل للإلياذة والأوذيسية هذه القيمة الكبيرة التي لا تزال لهما إلى اليوم.
ومن شعراء اليونان «هزيود»
88
مؤلف «الأعمال والأيام» وهي قصيدة تهذيبية لم يبق منها سوى ثمانمائة بيت من الشعر، وله أيضا «نسب الآلهة»، وهي قصيدة قوامها ألف بيت من الشعر، تدور حول أساطير اليونان. وأما سائر الشعر الذي ينسب إلى «هزيود» فقد بددته الأيام. وليس يتردد ناقد في يومنا هذا أن يحكم على شعر هزيود بقلة الشأن إذا قيس إلى عظمة هوميروس، مع أن اليونان أنفسهم لبثوا قرونا طويلة يضعونه مع هوميروس في منزلة واحدة من السمو والنبوغ، واتخذه الشاعر اللاتيني العظيم «فرجيل» أستاذا احتذاه في قصائده «الريفيات» التي تشبه «الأعمال والأيام» بما ورد في الكتابين من وصف لحياة الريف وأعمال الريف في فصول السنة المختلفة. (3) الشعر الغنائي عند اليونان
منذ أقدم العصور كان ببلاد اليونان قصص شعبي كما كان بها غناء شعبي، ونحن لا نستطيع أن ندعي أسبقية أحدها في الظهور إلا أن يكون ذلك على سبيل الفروض التي لا تستند إلا إلى الحقائق النفسية العامة. وهنا قد نستطيع أن نجازف فنقول بأسبقية الغناء لتأصله في طبائع البشر، ثم لأن القصص لا ينشأ إلا بتراخي الزمن، وبعد اجتماع أحداث تعود الشعوب أو القبائل إلى ذكرها.
ذلك إذا نظرنا إلى هذين النوعين كأدب شعبي، وأما إذا نظرنا إليهما كأدب فني فالثابت تاريخيا هو أسبقية القصص الشعري على الغناء. وتلك ظاهرة يمكن تفسيرها من الناحية التاريخية إذ يمكن تتبع المراحل التي انقرض فيها شعر الملاحم وحل محله الشعر الغنائي.
ويمكن القول بوجه عام إن الشعر القصصي الفني (شعر الملاحم) قد سيطر على بلاد اليونان ثلاثة قرون (من القرن الحادي عشر قبل الميلاد إلى القرن الثامن قبل الميلاد)، ثم سيطر الشعر الغنائي ثلاثة قرون أخرى (من الثامن قبل الميلاد إلى الخامس). وأخيرا سيطر الشعر التمثيلي خلال القرنين الخامس والرابع، ومنذ القرن الرابع يمكن القول بأن عصور الإنتاج الحقيقي قد انتهت بغزو المقدونيين لبلاد اليونان وتحطيمهم لاستقلال مدنها.
برجوعنا إلى الإلياذة والأوذيسية نجد إشارات إلى الشعر الغنائي؛ ففي مناسبات كثيرة يحدثنا هوميروس عن ترديد الجند لنغمات البيان
، وهو نشيد ديني كانوا يمجدون به أبولو أو غيره من آلهتهم. نذكر لذلك مثلا غناء جند «أخيل» عندما قتل قائدهم هكتور أشجع أبطال طروادة. «والآن يا أبناء الآكيين لنعد على نغمات البيان إلى سفننا الجوفاء ساحبين تلك الجثة. لقد كسبنا مجدا عظيما. لقد قتلنا هكتور الإلهي، هكتور الذي كان أهل طروادة يجلونه كإله.» وكذلك يشير الشاعر إلى أغاني الرثاء المسماة باليونانية «ترينوس».
89
Bog aan la aqoon