كنت مصعوقا.
يخامرني شعور بأن كل هذا غير حقيقي، تلك المعلومات أكبر من أن أستطيع معالجتها واستيعابها، كل ما كنت أعرفه وأؤمن به يتهاوى أمام عيني في لحظات، كابوس مريع أتمنى أن أصحو منه الآن.
سألته وأنا أسبح في الفضاء الغريب: «ما الهدف من كل هذا؟» - «هدف البرنامج ومغزى وجودك هو أن تنمو وتتطور فقط، كما قلت بنفسك على لسان إحدى شخصياتك الافتراضية لذواتك الأخرى «كونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل.» ظنوا أنك تتحدث عن الإله، لكنهم لم يفهموا أنك تتحدث عن نفسك، أنت أبوهم الذي في السماوات، وأنت مخطئهم الذي على الأرض، أنت الخالق والمخلوق، أنت الملاك وأنت الشيطان، أنت الذكر والأنثى، الجمال والقبح، الخالد والفاني، أنت كريشنا وأوزيريس وموسى وعيسى ومحمد، وأنت ست وفرعون ويهوذا وأبو لهب، كلهم أنت.
بوسعك أن تكون أيهما، أو كلاهما.
لهذا صنعت الدين؛ لتذكر نفسك بأنه لا سبيل لنموك وتطورك إلا بالخير، أن ترقي نفسك، وتنشر الخير لذاتك المتعددة، حتى يصير الجميع واحدا، وتصل مرحلة الكمال؛ حيث لا فرق بين عربي أو أعجمي، أن تصير إنسانا حقا.
عندما تتعلم أن تغني جانبك الروحي والأخلاقي، وتتعفف عن غرائزك الحيوانية، أن تنمي الجانب الملائكي فيك وتسمو عن جانبك الشيطاني، فبين جنبيك يصطرع الضدان، وما الملائكة والشياطين إلا أيقونات رمزية وضعتها أنت في كتبك المقدسة لذواتك الأخرى، لتذكر نفسك في حيوات أخرى بجانبي الخيرية والشرية فيك.
لكنك نسيت.
كذب شيطانك ملاكك وقاتله، عندما كذبت بدينك وقاتلته، وكفرت بالخير فيك عندما كفرت بنفسك، قتلت النبي صوت صلاحك، وسفكت دمك، وكذبت على نفسك.
وقد ميزت ذاتك الافتراضية دونا عن سائر المخلوقات بالعقل ليكون نبراسا يقودك لأي الطريقين، لكي يكون خيارك وبمحض إرادتك الحرة، عندها فقط سيغلق البرنامج ويصل إلى سطر البرمجة الأخير، ويعود كونك للانكماش عكسيا وينتهي كل شيء.
هذه هي القيامة كما تعرفها.»
Bog aan la aqoon