فاجأه الصوت، التفت بجواره.
امرأة كبيرة في السن، ضخمة الجثة، تفترش الأرض بجوار حصير فرشت عليه بعض المسابح الملونة، وكتيبات صغيرة تحتوي أذكارا للمسلم، ومساويك، وطواقي بيضاء مطرزة.
هز رأسه نفيا، وأطرق للأرض، إصبع قدمه الغبشاء بلون ملابسه يبرز من مقدمة الحذاء البالي، مشى طوال اليوم عشرات الكيلومترات، ككل يوم، حتى بدأ حذاؤه يعلن تمرده.
لماذا لم يعد الناس يرغبون في تلميع أحذيتهم؟
أشارت له أن يقترب، اقترب في حذر.
خشي أن تغتصب منه بضاعته، أو تصفعه لسبب ما.
بعد كل شيء، هو لم يعتد حسن التعامل من الناس.
أشارت له أن يجلس بجوارها، فجلس صامتا، وهو يحاول سحب قدمه داخل الحذاء للوراء ليواري إصبعه من ثقبه، نجح بعد عدة محاولات، وابتهج لانتصاره الصغير، أشار إلى أحد الكتيبات المفروشة على الحصير، سأل: «ما هذا؟»
قالت: «وصف الجنة!» ولم تعقب!
سألها وهو ينظر لها في فضول: «كيف تبدو الجنة؟»
Bog aan la aqoon