كان شخصا آخر!
وكأنني أنتعل عينيه، وجدت نفسي أحدق في انعكاس رجل متوسط العمر، به آثار وسامة ملحوظة، حليق الذقن، يصلح من وضعية ربطة عنقه، ثم يضع بعض العطر على جانبي عنقه وصدر قميصه.
أدرت وجهي للخلف فرأيت «هدى» زوجتي تتقلب في الفراش بجانب «سوسو» ابنتي ذات العامين.
زوجتي وابنتي!
تبدوان كملاكين صغيرين!
لماذا أشعر أنني أعرفهم جيدا!
طبعت قبلة على جبينها وقلت لها إنني سأتأخر اليوم في العمل قليلا فلا تقلق علي. غمغمت شيئا ما من بين شفاهها الناعسة، ثم احتضنت ابنتها ونامت، قبلت ابنتي على خدها وخرجت من الغرفة.
تموجت الموجودات أمام عيني. «كاثرين» الجميلة الشهية تنتظرني.
تحملني القابلة من قدمي وتضربني على مؤخرتي فأصرخ باكيا، «مبروك يا حاجة، ولد!» أبي يكبر الله فرحا، وتبكي أمي وهي تحتويني برفق، أعود للبيت ممزق الثياب وأسقط في حجرها «لقد ضربني محمد مجددا وأخذ فطوري». «الله أكبر، الله أكبر ... لا إله إلا الله ... الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.»
أجري في الشوارع مع قصي ورءوف ومصطفى، نطلق مسدسات الصوت الجديدة في وجوه المارة والمعيدين، طاخ طاخ بيو بيو، أخرج البرشام في حذر من كم قميصي وأضعه تحت ورقة الأسئلة، «تهاني» تغمز لي بعينها ضاحكة فأضع إصبعي أمام شفتي محذرا.
Bog aan la aqoon