Sheekooyin Ku Saabsan Koox Ka Mid Ah Qorayaasha Caanka Ah Ee Reer Galbeedka
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
Noocyada
ويمكنك أن تتصور كيف صعد الدم إلى رأسي عندما سمعت هذه الكلمات، ومع ذلك قد هدأت ثائرتي، ورجعت تاركا هذا الأبله في طاحونته؛ كي أقص على الطفلين قصة فشلي.
ولقد كان من الصعب عليهما أن يصدقا. ولقد توسلا إلي أن أرجع معهما إلى الطاحونة كي نتحدث إلى الجد، ولكني رفضت. وما أسرع أن رأيتهما وقد ذهبا بلا ثالث.
وعندما وصلا وجدا المعلم كورنيل قد خرج وأغلق الباب، ولكنه ترك سلمه الخشبي في الخارج، وخطرت الفكرة في بالهما فجأة أن يصعدا ويدخلا عن طريق النافذة ليعرفا حقيقة ما كان داخل هذه الطاحونة المشهورة!
وياللغرابة! لقد كان المخزن خاليا، لم تكن هناك حبة واحدة، لم يكن هناك أثر للدقيق حتى على الحائط، لم تكن هناك تلك الرائحة الجميلة، رائحة الدقيق المطحون، التي تغشى عادة كل طاحونة. كان داخل الآلة فارغا مغطى بأكوام التراب، والقطة الكبيرة نائمة عليها. أما الغرف السفلى فقد كانت على نفس هذا الحال الغريب، فراش مكسر، بضع خرق بالية، وبضع كسرات من الخبز ملقاة على السلم، وفي ركن من الأركان ثلاث أو أربع أكياس ممزقة، وقد تفجر منها الملاط والطباشير! وكان هذا هو سر المعلم كورنيل، هذه هي «البضاعة» التي كان يحملها في المساء بين الوديان كي ينقذ شرف طاحونته، ويجعل الناس يصدقون أنها غلال! مسكينة أيتها الطاحونة القديمة! مسكين أي كورنيل الكهل! لقد كانت الطواحين الجديدة التي تدار بالآلات سببا في إبدال عادات، نعم كانت شراع طاحونة كورنيل دائرة إلا أن الطاحونة كانت فارغة.
ورجع الصغيران والدموع تجول في مآقيهما، وقصا علي ما رأياه، وكم تأثر قلبي بما قصاه، ولم أضيع دقيقة واحدة في الذهاب إلى الجيران، وأخبرتهم جلية الأمر في كلمات قليلة، واتفقنا جميعا على أنه يجب إرسال كل الغلال الموجودة بالقرية إلى طاحونة المعلم كورنيل، وكان التنفيذ سريعا كالاتفاق؛ فقد خرجت القرية كلها، ووصلنا كلنا بموكب حافل مع الحمير المحملة بالغلال، غلال حقيقية هذه المرة.
وكان باب الطاحونة مفتوحا على مصراعيه، وفي الخارج جلس المعلم كورنيل على كيس من الملاط وهو يبكي برأسه بين كفيه؛ فقد عرف عند رجوعه أن هناك أحدا قد دخل الطاحونة واكتشف سره، وكان يبكي: «ويل لي! لم يبق لي إلا أن أموت، لقد ذهب شرف الطاحونة!»
وكان يشهق بالبكاء وينادي طاحونته بأرق الأسماء وألطفها، كأنها كانت كائنا حيا. وعندما وصلنا إلى الرصيف بدأنا نناديه جميعا نداءات الأيام الخالية السعيدة: «هنا أيها الطحان ... هنا يا معلم كورنيل.» وتكومت الأكياس أمام الباب، وبدأت الحبات الصغيرة تتدحرج على الأرض في كل ناحية.
وقد حدق المعلم كورنيل فيها بعينيه، ثم لم يلبث أن وضع يده في كيس من الأكياس وأخرجها ملآنة، ثم نظر فيها وقال ضاحكا وصائحا: «غلال ويح نفسي! غلال طيبة! دعوني أتزود منها بنظرة!» ثم التفت إلينا وقال: «كنت أعلم أنكم سترجعون إلي، إن هؤلاء الأجانب ليسوا إلا لصوصا.» ولقد كنا نريد أن نحمله كالفائز المنتصر ونمر به في القرية. - «لا، لا، يا أصدقائي، يجب علي أولا أن أغذي الطاحونة ... فكروا، منذ عصور وعصور لم تضع شيئا بين أسنانها.»
وقد كادت عبراتنا تجري ونحن نرى هذا الكهل المسكين وهو يجري هنا وهناك مفرغا الأكياس وملاحظا الطاحونة وهي تطحن الغلال، والدقيق وهو نازل منها إلى ناحية الحائط.
ويجب أن تذكر لنا هذه الحسنة، فمنذ ذلك اليوم لم نترك الطحان الكهل بلا عمل.
Bog aan la aqoon