Sheekooyin Ku Saabsan Anatole France
قصص عن أناتول فرانس
Noocyada
بالأمس كنت ذاهبا إلى الحفلة الراقصة التي أقامها وزير الخارجية، رغم أنني أوافق اللورد بالمرستون على أن الحياة كانت تطاق لولا المسرات. كان عملي اليومي لا يفوق قواي ولا ذكائي؛ ولذا فقد توصلت إلى أن أهتم به. أما المقابلات والحفلات الرسمية فهي التي تثقل كاهلي، وكنت أعلم أنه من السخف
11
والعبث أن أذهب إلى الحفلة الراقصة التي يقيمها الوزير. كنت أعلم ذلك ولكني ذهبت؛ لأن الطبيعة الإنسانية تفكر دائما تفكيرا صائبا، ثم تتصرف عمليا بعد ذلك تصرفا مخطئا مخالفا للصواب.
ولم أكد أدخل في البهو الأكبر حتى أعلن قدوم سفير ... والسيدة ... وكنت قد قابلت السفير عدة مرات، وكان وجهه يحمل آثار المتاعب التي لا ترجع كلها إلى أعمال السلك السياسي. ويذكرون أن صباه حوى كثيرا من التقلبات، وكذلك تروى عنه في مجتمعات الرجال عدة حكايات ظريفة، وأن أيامه التي قضاها بالصين منذ ثلاثين عاما لغنية بالمغامرات التي يميلون إلى سردها سرا حين تناول القهوة.
وظهر لي أن زوجته التي لم أتشرف بمعرفتها تعدت سن الخمسين عاما، وكانت تتشح بالسواد، وكذلك كانت على ملابسها قطع جميلة من الوشي
12
تضم جمالها الماضي الذي كان يمكن للمرء أن يتبين شبحه إلى اليوم. وقد شعرت بالسعادة حين قدمت إليها؛ فإنني أقدر محادثة النساء المسنات حق قدرها، وتحادثنا عن آلاف الأشياء على أنغام الموسيقى التي كانت تدفع صغيرات السيدات إلى الرقص، ووصل بها الكلام إلى أن حدثتني صدفة عن الزمن الذي كانت تسكن فيه منزلا قديما في حي ملكيه؛ فصحت: إذن فقد كنت ذات الثوب الأبيض!
قالت: حقا يا سيدي، لقد كنت أتشح بالبياض. - وأنا يا سيدتي كنت زوجك الصغير! - ماذا تقول يا سيدي؟ هل أنت ابن الدكتور نوزيير؟ لقد كنت تحب الحلوى كثيرا، هل تحبها إلى الآن؟ هل لك أن تحضر لتأكل شيئا منها في منزلنا؟ إننا نجتمع اجتماعا حبيا كل يوم سبت لتناول الشاي. إن الإنسان ليقابل من فرقتهم عنه الأيام الطويلة دون سابق تحذير. - وأين السيدة ذات الثوب الأسود؟ - إنني أنا اليوم ذات الثوب الأسود؛ فقد ماتت عمتي سنة الحرب، وفي أواخر أيامها كانت تتكلم عنك مرارا.
وبينما كنا نتحادث هكذا مر رجل أبيض الشاربين والشعر وحيا السفيرة باحترام، وبكل ظرف يملكه عجوز جميل. وكان يهيأ لي أنني أعرف ذقنه، وقالت لي: أقدم لك المسيو أرنول، صديق قديم.
هدية موت
Bog aan la aqoon