Sheekooyin Ku Saabsan Anatole France
قصص عن أناتول فرانس
Noocyada
حليق اللحية مع دائرة صغيرة تتوسطها، نحيل القوام، جميل الملبس، وفوق كل ذلك عليه هيئة الرضا، وكان يتحدث عن مكتب وزير الخارجية، وعن الروايات التمثيلية، وعن الأزياء والكتب الجديدة، وعن الليالي الساهرة التي بحث فيها عبثا عن السيدتين، وكانتا تصغيان له؛ هل كانت هذه محادثة؟ أولم يكن في مقدوره أن يتكلم كما كانت تحادثني ذات الثوب الأسود، عن البلاد ذات الجبال المكونة من الحلوى،
6
والأنهار من عصير الليمون؟
ولما رحل ذكرت ذات الثوب الأسود أنه شاب فتان، فأجبتها أنه رجل عجوز دميم الخلقة، فضحكت ذات الثوب الأبيض كثيرا. وعلى كل حال فلم يكن في هذا ما يضحك، ولكنها كانت كذلك دائما؛ إما أن تضحك مما أقول، وإما لا تصغي لحديثي. كان هذان الشيئان يضايقانني في ذات الثوب الأبيض، فوق شيء ثالث كان يبعث اليأس إلى قلبي؛ وهو البكاء، والبكاء باستمرار.
كانت والدتي قد أخبرتني أن الأشخاص الكبار لا يبكون مطلقا. آه؛ إنها لم تر مثلي ذات الثوب الأبيض - وقد ارتمت إلى جانب مقعد من المقاعد وعلى ركبتها خطاب مفتوح - وقد ارتخى رأسها ومنديلها فوق عينيها، وكان الخطاب - وإنني لأراهن اليوم أنه كان غفلا من الإمضاء - يؤلمها جد الألم. يا للخسارة! إنها كانت تجيد الضحك!
وبعد هاتين الزيارتين فكرت أن أطلب يدها للزواج، فأخبرتني أن لها زوجا كبيرا بالصين، وكذلك سيكون لها زوج صغير في حي ملكيه،
7
وتم الاتفاق فأعطتني قطعة من الحلوى.
ولكن السيد ذا العارضين كان يعود مرارا، وبينما كانت ذات الثوب الأبيض تقص علي في يوم من الأيام أنها ستحضر لي من الصين سمكا أزرق مع شبكة لصيده، حضر الخادم وأعلن حضور ذلك السيد فاستقبل. ولقد كان جليا من النظرات التي تبادلناها أننا نكره بعضنا، وأخبرته ذات الثوب الأبيض أن عمتها - وكانت تقصد ذات الثوب الأسود - ذهبت إلى السوق لتشتري شيئا للدميتين.
لقد رأيت الدميتين على المدفأة، ولم أكن أعرف أنه يجب الخروج لأجل شراء شيء لهما، مهما كان هذا الشيء، ولكن يصادف الإنسان في كل يوم أشياء يعسر عليه فهمها! ولم يظهر على الرجل أي تأثير من غياب ذات الثوب الأسود، وقال لذات الثوب الأبيض: إنه يريد أن يحادثها في أمر جدي، فاعتدلت على مقعدها بدلال، وأشارت إليه أنها تصغي له. وفي تلك الأثناء كان ينظر إلي وكأنه متضجر من وجودي، وقال أخيرا وهو يمر بيده على رأسي: إن هذا الولد الصغير لطيف جدا ...
Bog aan la aqoon