ومنهم من قال: ان من كان صاحب المعجزة وصاحب الكتاب ونسخ شرع من قبله فهو الرسول ومن لم يكن مستجمعا لهذه الخصلة فهو النبي غير الرسول، ومنهم من قال: أن من جاءه الملك ظاهرا وأمره بدعوة الخلق فهو الرسول ومن لم يكن كذلك بل يرى في النوم فهو النبي ذكر هذه الوجوه الفخر الرازي وغيره والظاهر من حديثنا صحة القول الأخير لما مر من عدد المرسلين وكون من نسخ شرعه ليس الا خمسة (وفي كتاب البصائر) عن الباقرين (ع) والمرسلون على أربع طبقا فنبي تنبأ في نفسه لا يعد وغيرها ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاين في اليقظة ولم يبعث إلى أحد وعليه امام مثل ما كان إبراهيم على لوط ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك وقد ارسل إلى طائفة قلوا أو كثروا كما قال الله تعالى:
(فأرسلناه إلى مائة الف أو يزيدون) وقال يزيدون ثلاثين ألفا ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو امام مثل اولي العزم وقد كان إبراهيم (ع) نبيا وليس بامام حتى قال (اني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) اي من عبد صنما أو وثنا.
(أقول) يعني الإمامة الرياسة العامة لجميع المخلوقات فهي أفضل من النبوة وأشرف منها.
(الإختصاص للمفيد) عن عمر بن ابان عن بعضهم قال كان خمسة من الأنبياء سريانيون آدم وشيث وإدريس ونوح وإبراهيم، وكان لسان آدم العربية وهو لسان أهل الجنة فلما عصى ربه أبدله السريانية قال وكان خمسة عبرانيون إسحاق ويعقوب وموسى وداود وعيسى وخمسة من العرب هود وصالح و شعيب وإسماعيل ومحمد (ص) وملك الدنيا مؤمنان وكافران فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان (ع) واما الكافران فنمرود بن كوش بن كنعان وبخت نصر (أقول) نصر بوزن بقم اسم صنم وبخت يعني أولد لأنه وجد مطروحا عنده فكأنه ابنه وروى الصدوق طاب ثراه في اكمال الدين حديثا طويلا يسنده إلى
Bogga 9