طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا وكانوا على صورة واحدة قال فلهم في الدنيا مثل؟ قال التراب فيه ابيض وفيه أخضر وفيه أشقر، يعني شديد الحمرة، وفيه أزرق وفيه عذب وفيه ملح فلذلك صار الناس فيهم ابيض وفيهم اصفر وفيهم اسود وعلى ألوان التراب الخ.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام ان الله تبارك وتعالى بعث جبرئيل عليه السلام وأمره ان يأتيه من أديم الأرض بأربع طينات طينة بيضاء وطينة حمراء وطينة غبراء وطينة سوداء وذلك من سهلها وحزنها ثم امره ان يأتيه بأربع مياه ماء عذب وماء ملح وماء مر وماء منتن ثم امره ان يفرغ الماء في الطين فجعل الماء العذب في حلقه وجعل الماء المالح في عينيه وجعل الماء المر في اذنيه وجعل الماء المنتن في أنفه. وجاء تعليله في توحيد المفضل عن الصادق عليه السلام: إنما جعل الماء العذب في الحلق ليسوغ له أكل الطعام. وجعل الماء المالح في العينين ابقاء على شحمة العين لأن الشحم يبقى إذا وضع عليه الماء. وأما الماء المر في الاذنين فلئلا تهجم الهوام على الدماغ ومن ذلك انها إذا وصلت إلى الماء المر في الاذنين ماتت وربما تعدى الماء المر وصل إلى الدماغ. ومن العجب انه جاءت إلي امرأة تستفتيني في أن بعض الجراحين أراد أن يكسر قطعة من عظم رأسها حتى يظهر الدماغ وذلك أن هامة تسمى هزاربا دخلت اذنها وهي نائمة فوصلت إلى الدماغ والى مخ الرأس فصارت تأكل منه وربما سكنت وبقيت على هذا أعواما وما أفتيت في حكاية كسر شئ من قحفة رأسها (وجاء) في كتب الطب انه وقع مثل هذا في زمن أفلاطون فاخذ رجل إلى الحمام ورفع قطعة من قحفة رأسه واستخرج الهامة ثم وضع القحفة على حالها وهذا منه ليس بعجيب نعم عنه لما قلع القحفة وظهر هزاربا في الدماغ أراد ان يتناوله بالمنقاش فقال له أحد تلاميذه لا تفعل فإنه محكم أيديه وأرجله في حجاب الدماغ فحمى له المنقاش ووضعه على ظهره حتى رفع رجليه من حجاب الدماغ فتناوله ورماه (وعنه) عليه السلام أول من قاس إبليس قال خلقتني من نار وخلقته من طين ولو علم إبليس ما جعل الله في آدم لم يفتخر عليه
Bogga 28