ويرى العثمانية أن تنامي المعارضة لعثمان وميلها إلى علي وهتفها باسمه دليل على أن هناك قطبا آخر معارضا للخليفة كما أن كثيرا منهم قد يشك بأن لعلي دورا في مقتل عثمان فالأخبار قد تصل مشوهة أو محرفة مع صعوبة إدراك كل ما يجري إضافة إلى أن اجتماع الثوار بعلي وسماعهم منه واستجابتهم له لا بد أن يثير الشكوك عند هؤلاء العثمانية وخاصة عند الولاة لأن هؤلاء الثوار سيبلغونه بأحوال الولاة والولايات الإسلامية ويبلغونه بالمظالم وربما يبالغون فيها والولاة يعرفون صرامة علي في هذه الأمور، ويعرفون أنه متى ما وصل إلى الحكم فإن مصالحهم ستكون في خطر بالعزل أو المحاسبة على الأموال والمظالم السابقة ولذلك لجأ تيار العثمانية -فيما بعد- إلى التقليل من شأن علي مع اتهامه ظلما بخذلان عثمان أو التحريض عليه أو المشاركة في قتله.
هذان التياران (تيار الشيعة المعتدلة وتيار العثمانية) وجدا في آخر عهد عثمان بن عفان.
كان تيار الشيعة يغلب عليه الفقراء وجمهرة السابقين إلى الإسلام كعمار بن ياسر والمقداد وأبي ذر وأبي أيوب و00الخ ومعظم هذا التيار بالمدينة والعراق ومصر.
وكان تيار العثمانية يغلب عليه الأغنياء والولاة ورؤساء القبائل الذين عاملهم الولاة معاملة خاصة ليكسبوا ودهم وكان معظم هذا التيار بالشام.
وبدأ الصرع الخفي بين التيارين بلا تأسيس أو مباركة لا من عثمان ولا من علي، لكن وجود أناس مع عثمان ووجود أناس مع علي وكل يحمل وجهة نظر مغايرة للآخر، يدل على أن عثمان وعلي على علم تام بهذا الاختلاف وإن لم يرضيا من الفريقين أن يوسعا جانب الشقاق.
Bogga 70