ثانيا: الجذور السياسية للخلافات العقدية:
الاختلاف أمر طبيعي في حياة الأمم والشعوب والمجتمعات، بل لا يكاد يخلو بيت من الاختلاف فضلا عن المجتمعات والشعوب، والشعوب الإسلامية ليست استثناء من هذا بل كان الخلاف يحدث في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) بين أفضل الناس، فحدث الاختلاف بين المهاجرين والأنصار وحدث بين المهاجرين مع بعضهم -كالخلاف بين أبي بكر وعمر في تولية الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن حتى ارتفعت أصواتهما عند النبي (صلى الله عليه وسلم) ونزل في ذلك قرآن -ثبت ذلك في صحيح البخاري، وحدث الاختلاف بين الأنصار أيضا. لكن الخلاف في عهد النبوة كان يحسمه النبي (صلى الله عليه وسلم) إما بالإصلاح بين المتخاصمين أو بالقضاء أو بنهي الناس عن هذا الاختلاف.
Bogga 39