Qira'a fi Burdat al-Busiri wa Shi'ruhu
قراءة في بردة البوصيري وشعره
Noocyada
والبوصيري كان ممقوتًا لإطلاق لسانه في الناس بكل قبيح وذكره لهم بالسوء في مجالس الأمراء والوزراء (١)، سيء الخلق مع زوجته وغيرها، شحَّاذًا، مضطربًا في شخصيته، فتارة يمدحُ النصارى ويذُمُّ اليهود، وتارة يمدح اليهود إرضاءً للنصارى، وتارة يذم الاثنين معًا (٢)، وكان كثير المدح للسلاطين طمعًا فيما عندهم وهذا ليس غريبًا على الشعراء لكنه ليس من صنيع العلماء، أضف إلى ذلك أنَّ له أبياتًا كثيرة في البردة والهمزية وبقية قصائده الواردة في ديوانه، فيها من الغلو ما يصدِّق قول منتقديه فيه، وإليك جوانب مما ذكر:
أما سوء خلقه مع زوجته فقد ذمَّها وأشار إلى اتهامها بالفاحشة في قصيدة طويلة، وفي القصيدة من الفحش والفجور والفسق ما فيها، نسأل الله السلامة:
وَبَليَّتي عرسٌ بُليت بمقتها ... والبعل ممقوت بغير قيامِ
جعلت بإفلاسي وشيبي حجة ... إذا صرت لا خلفي ولا قدامي
بلغت من الكبر العِتي ونكِّست ... في الخلق وهي صبية الأرحامِ
إن زرتها في العام يومًا أنتجت ... وأتت بستة أشهر بغلامِ
أوَ هذه الأولاد جاءت كلها ... من فعلِ شيخٍ ليس بالقوَّام؟!
وأظن أنهمُ لعظم بليتي ... حملت بهم لا شك في الأحلامِ
أوَ كلَّ ما حَلِمت به حَمًلت به؟ ... من لي بأن الناس غير نيامِ؟
يا ليتها كانت عقيمًا آيسًا ... أوْ ليتني من جملة الخدامِ
أوْ ليتني من قبل تزويجي بها ... لو كنت بعت حلالها بحرام!
_________
(١) ذكر ذلك المقريزي في (المقفى الكبير) (٥/٦٦٤) عن اليعمري في (مسالك الأبصار)، وقال أيضًا (٥/٦٦٩): وحكي أنه كان قليل المعرفة بصناعة الكتابة.
(٢) له قصيدة طويلة رائعة سماها (المخرج والمردود على النصارى واليهود) تدل على أنه كان خبيرًا بهم وبمعتقداتهم. انظر: (ديوان البوصيري للطباع) (١٥٨)
1 / 5